ثم قال تعالى : { وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا }[ 198 ] .
أي : وإن تدعوا ، أيها المشركون ، آلهتكم { إلى الهدى لا يسمعوا } دعاءكم{[26500]} .
{ وتراهم ينظرون إليك } ، يعني : آلهتكم ، { وهم لا يبصرون }[ 198 ] ، يعني : الآلهة{[26501]} .
{ وتراهم } في هذا بمعنى : الظن والحسْبان ، لا من النظر{[26502]} . وقد تأوله{[26503]} بمعنى : " النظر " المعتزلة ، وغلِطوا فيه{[26504]} .
وقال السدي : يعني بذلك المشركين{[26505]} ، لا يسمعون{[26506]} الهدى ، { ينظرون إليك وهم لا يبصرون } ما تدعوهم إليه{[26507]} .
وقيل المعنى : { ينظرون إليك } هنا : يواجهونك ولا يرونك{[26508]} .
وحكى الكسائي : " الحائط{[26509]} ينظر إليك " . أي : يواجهك ، إذا كان قريبا منك{[26510]} .
وحكى : " داري " {[26511]} تنظر إلى دار فلان " ، أي : تواجه وتحاذي وتقابل{[26512]} .
ودل قوله { وتراهم } على أن المراد المشركون ، إذ لو كان للآلهة لقال : " وتراها " .
وقيل : هي للآلهة ؛ لأنها مثل بني آدم في صورها التي مثلوها ؛ ولأنهم يعظمونها ويخاطبونها بمخاطبة من يعقل ، فخوطبوا هم كذلك . فمن جعله للمشركين ، كان " ترى " على بابه ، من رؤية العين{[26513]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.