- ثم قال تعالى : ( لابثين فيها أحقابا )
قال قتادة : لابثين في جهنم أحقابا ( لا انقطاع لها ) {[73142]} .
وقيل معناه : ( لابثين فيها أحقابا ) {[73143]} لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا )
ثم بعد ذلك يعذبون {[73144]} بغير هذا العذاب مما شاء الله ، كما قال {[73145]} : ( وآخرُ من شَكْلِه أزواج ) {[73146]} .
وقيل : الضمير في ( فيها ) {[73147]} يعود على الأرض ، لأنه قد تقدم ذكرها ، والضمير في ( يذوقون فيها ) لجهنم لتقدم ذكرها {[73148]} .
فعلى [ القول ] {[73149]} الأول {[73150]} ، يكون {[73151]} ( لا يذوقون ) حالا من ( للطاغين ) أو لـ ( جهنم ) / أو نعتا للأحقاب .
وعلى هذا القول الآخر ، يكون ( لا يذوقون ) حالا من ( جهنم ) أو من الطاغين .
وروى أبو أمامة {[73152]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الحُقْبُ الواحد ثلاثون ألف {[73153]} سنة " .
وهو {[73154]} جمع الجمع ، واحده : حِقْبَة ، جُمعت على حِقَبٍ ، وجمعت حِقَبٌ على أحقاب {[73155]} .
ويجوز أن يكون أحقاب جمع حُقْب {[73156]} والحُقْبُ ثلاثمائة سنة ، كل سنة ثلاثمائة {[73157]} وستون سنة ، كل يوم ألف سنة من سنين الدنيا . قاله [ بُشَيْر ] {[73158]} بن كعب {[73159]} .
وقال علي بن أب طالب : الحقب : ثمانون سنة ، كل سنة اثنا عشر شهرا ، كل شهر ثلاثون يوماـ كل يوم ألف سنة من سنين الدنيا {[73160]} ، وهو قول ابن جبير ، وقاله الربيع بن أنس .
[ وقال ] {[73161]} أبو هريرة : الحقب ستون سنة ، كل سنة ثلاثمائة وستون يوما ، كل يوم ألف سنة من سنين {[73162]} الدنيا {[73163]} .
وقال قتادة : " الحقب ثمانون سنة من سِنِيِّ {[73164]} الآخرة " {[73165]} وقال {[73166]} : هي أحقاب لا انقطاع لها ، كلما ممضى حقب جاء حقب بعده {[73167]} .
وقال الحسن : أما الأحقاب ، فليس لها عدة إلا الخلود في النار ، ولكن ذكر أن الحقب سبعون سنة ، كل يوم منها كألف سنة مما نعده {[73168]} .
وقال خالد بن مَعَدَّان {[73169]} : هي في أهل التوحيد من أهل القبلة مثل قوله ( إلا ما شاء ربك ) {[73170]} ، وهذا التأويل يرده قوله بعد ذلك .
( إنهم كانوا لا يرجون حسابا ، وكذبوا بآياتنا كذابا ) {[73171]}
وليس هذه صفة الموحدين {[73172]} .
وقد روي عن مقاتل {[73173]} أنفه قال : إنا منسوخة ، نسختها {[73174]} قوله ( فلا نزيدكم {[73175]} ( إلا ) {[73176]} عذابا ) {[73177]} .
وهذا لا يكون فيه نسخ ، لأنه خبر ، والأخبار لا تنسخ {[73178]} .
والحقب عند أهل اللغة مبهم {[73179]} كالحين والزمان {[73180]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.