تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (111)

وقوله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ ) يحتمل قوله : ( في قصصهم ) قصة يوسف وإخوته ( عبرة لأولي الألباب ) ويحتمل قصص الرسل والأمم السالفة جميعا ( عبرة لأولي الألباب ) والاعتبار إنما يكون لأولي الألباب الذين ينتفعون بلبهم وعقلهم .

وقوله تعالى : ( ما كان حديثا يفترى ) أي ما حديث محمد صلى الله عليه وسلم وما أخبر من القصص وأخبار الرسل والأمم السالفة بالذين افترى ، بل إنما أخبر ما كان في الكتب السالفة على غير تعلم منه ولا دراسة . ويحتمل ما كان هذا القرآن بالذين يقدر /259-ب/ أن يفترى .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ) أي [ هذا القرآن ][ في الأصل وم : تصديق ] الذي نزل على رسول الله [ تصديق ][ ساقطة من الأصل وم ] الكتب التي كانت من قبل ( وتفصيل كل شيء ) أي تفصيل ما للناس حاجة إليه[ في الأصل وم : إليهم ] ( وهدى ) من الضلالة لمن اهتدى ( ورحمة لقوم يؤمنون ) .

وفيما ذكر من قصة يوسف وإخوته على رسول الله دلالة التصبير [ له ][ ساقطة من الأصل وم ] على أذى قريش ؛ يقول إن إخوة يوسف مع موافقتهم إياه في الدين والنسب والموالاة عملوا بيوسف ما عملوا من الكيد والمكر به . فقومك مع مخالفتهم إياك في الدين أحرى أن تصبر على أذاهم .