تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (108)

وقوله تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ) قيل : السبيل يؤنث ويذكر ، وتحتمل هذه الطاعة أو العبادة لله تعالى . يحتمل قوله تعالى : ( هذه سبيلي ) التي أنا عليها ، ويحتمل ( هذه سبيلي ) التي أدعوكم ( إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) البصيرة العلم والبيان والحجة النيرة ؛ أي هذه سبيلي التي أنا أدعوكم إليها ، إنما أدعوكم ( على بصيرة ) أي على علم وبيان وحجة قاطعة وبرهان نير ليس كسائر الأديان التي يدعى إليها على الهوى والشهوة بغير حجة ولا برهان ( أنا ومن اتبعني ) أيضا فإنما يدعونكم[ في الأصل وم : يدعوكم ] أيضا على حجة وبرهان ؛ إذ من يجيبني فإنما يجيب على بصيرة وبيان وحجة .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وسبحان الله وما أنا من المشركين ) قيل : هذه صلة قوله : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) ( وسبحان الله ) تنزيها لما قالوا أو تبرئة عما قالوا في الله بما لا يليق به ( وما أنا من المشركين ) في ألوهيته وربوبيته غيره ، أو في عبادته ، والله أعلم .