وقوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ ) ذكر رجالا والله أعلم ؛ أي لم نبعث رسولا من قبل إلا بشرا ، لم نبعث ملكا ولا جنا ، فكيف أنكرتم رسالة محمد [ بعلة ][ ساقطة من الأصل وم ] أنه بشر ؟
ولم يروا رسولا من قبل [ ولم يسمعوا إلا من ][ من م ، في الأصل : ولا سمعوا إلا به ] البشر لقولهم : ( أبعث الله بشرا رسولا )[ الإسراء : 94 ] وكقوله : ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا )[ الأنعام : 9 ] .
هذا ، والله أعلم ، ( إلا رجالا ) مثلك بشرا لا ملكا ولا جنا ، أو ذكر رجالا لأنه لم يبعث امرأة رسولا .
وقوله تعالى : ( نوحي إليهم من أهل القرى ) أي إنما أرسل جملة من أهل الأمصار والمدن ، لم يبعثهم[ في الأصل وم : يبعثوا ] من أهل البوادي وأهل البراري [ وإنما أراد بأهل القرى ][ في الأصل : ولقرى ، في م : إنما يريد ] الأمصار والبنيان فقال الله تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان )[ النحل : 112 ] قيل هي مكة . وجميع[ الواو ساقطة من الأصل وم ] ما ذكر في القرآن من القرية والقرى يريد به الأمصار والمدن . وإنما بعث الرسل والأنبياء من الأمصار ولم يبعثهم من البوادي ومن أهل البراري لوجهين : والله أعلم :
أحدهما : لأن لأهل الأمصار والمدن اختلاط بأصناف الناس وامتزاجا بأنواع الخلق ويكون لهم تجارب بالخلق فهم أعقل وأحلم وأبصر من أهل البادية والبرية ؛ إذ اختلاطهم وامتزاجهم إنما يكون [ بالماشية وأنواع البهائم ][ في الأصل : الماشية وأنواع ، في م : بالماشية في أنواع ] لذلك بعثوا من الأمصار دون البادية .
وبعد فإن الرسل يكون لهم أسباب وأعلام تتقدم عن وقت الرسالة ويحتاج[ في الأصل وم : يحتاج ] إلى أن يظهر ذلك للخلق ليكون ذلك أسرع إلى الإجابة لهم وأدعى وأنفذ إلى القبول . فإذا كانوا من أهل البوادي لا يظهر ذلك في الخلق .
والثاني : لأنه[ في الأصل وم : أنه ] يراد من الرسالة إظهارها في الخلق في الآفاق والأطراف والأمصار والمدن هي الأمكنة التي ينتاب الناس إليها في التجارة[ في الأصل وم : التجارب ] وأنواع الحوائج من الآفاق والأطراف فيظهر ذلك فيها ، وفي أهل الآفاق والبوادي والبراري ليس يدخلها ، ولا ينتاب إليها إلا الشاذة من الناس ، ولا تقضى فيها الحوائج ، فلا تظهر في الخلق الرسالة وما يراد بها .
وقوله تعالى : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) أي لم ينظروا ، ولم يتفكروا في من هلك من قبلهم من الأمم بتكذيبهم الرسل أن كيف كان عاقبتهم بالتكذيب في الدنيا ليمتنعوا عن تكذيب رسولهم ؟
وقوله تعالى : ( أفلم يسيروا في الأرض )الآية يخرج على وجهين :
أحدهما : أي قد ساروا ، ونظروا كيف كان عاقبة المكذبين لكنهم عاندوا ولم يعتبروا .
والثاني : أي سيروا في الأرض وانظروا ، ولكن ليس على نفس السير في الأرض ، ولكن على السؤال عما نزل بأولئك .
وقوله تعالى : ( وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ) الشرك أو خلاف الله ورسوله ( أفلا تعقلون ) أن ذلك أفضل وأخير ممن لم يتق ذلك[ في الأصل وم : بذلك ] ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.