تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذِكۡرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (209)

[ الآية 209 ] [ وقوله تعالى ]{[14842]} : { ذكرى } أي موعظة وزجرا عما هم فيه ، أو { ذكرى } يذكر ما لهم وما عليهم وما لبعضهم على بعض .

وقوله تعالى : { وما كنا ظالمين } في تعذيبهم ، أي لم نعذبهم بلا ذنب ولا{[14843]} جرم ، ولكن بعنادهم ومكابرتهم لأن العذاب في الدنيا ، لا يكون لنفس الكفر ، ولكن لعناد ومكابرة . وإنما عذاب الكفر في الآخرة .

وعلى ذلك يخرج قوله : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } [ الإسراء 15 ] أي ما كنا معذبين في الدنيا تعذيب انتقام حتى نبعث رسولا ، فيظهر منهم العناد والمكابرة . فعند ذلك يعذبهم الله .

وقال بعضهم : { وما كنا ظالمين } أي ما كنا نعذبهم إلا من بعد البيان والحجة وقطع العذر ، والله أعلم . وفي مصحف أبي : وما أهلكنا من قرية إلا بذنوب أهلها .


[14842]:- ساقطة من الأصل وم.
[14843]:- من م، في الأصل: وما.