اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} (3)

قوله : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ } . قرأ قتادة : «بَاخِعٌ نَفْسَكَ » على الإضافة{[36839]} . والمعنى قاتل نفسك { أَلاَّ{[36840]} يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } أي : إن لم يؤمنوا ، وذلك حين كذبه أهل مكة فشق عليه ذلك ، وكان يحرص على إيمانهم ، فأنزل الله هذه الآية{[36841]} ، وهذا تسليَة للرسول ، أي : لا تبالغ في الحزن والأسف ، فصبّره وعزَّاه وعرّفه أن غمه وحزنه لا ينفع ، كما أن وجود الكتاب ووضوحه لا ينفع .


[36839]:المختصر (106)، الكشاف 3/107، البحر المحيط 7/5.
[36840]:في ب: قوله: "ألا...".
[36841]:انظر البغوي 6/205-206.