فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} (3)

{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ } أي : قاتل ومهلك { نَّفْسَكَ } لعل هنا للإشفاق أي : أشفق عليها بتخفيف هذا الغم ، والبخع في الأصل أن يبلغ بالذبح البخاع ، وهو عرق في القفا ، وقد مضى تحقيق هذا في سورة الكهف وقرئ باخع نفسك بالإضافة ، والمعنى لعلك قاتل نفسك .

{ أَلَّا يَكُونُوا } أي أهل مكة { مُؤْمِنِينَ } أي : لعدم إيمانهم بما جئت به ، وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه كان حريصا على إيمان قومه شديد الأسف لما يراه من إعراضهم .