تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَمَّن جَعَلَ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَجَعَلَ خِلَٰلَهَآ أَنۡهَٰرٗا وَجَعَلَ لَهَا رَوَٰسِيَ وَجَعَلَ بَيۡنَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ حَاجِزًاۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (61)

[ الآية 61 ] [ وقوله تعالى ]{[15082]} : { أمن جعل الأرض قرارا } يقرون عليها ، ويتعيشون فيها ، أو يبيتون { وجعل خلالها أنهارا } ينتفعون بها بأنواع المنافع ، ويشربون { وجعل لها رواسي } أي جبالا{[15083]} لئلا تميد بهم

[ وقوله تعالى ]{[15084]} : { وجعل بين البحرين حاجزا } قال بعضهم : جعل بين بحر [ الفرس وبحر ]{[15085]} الروم جزيرة العرب حاجزا ، وسمى جزيرة لما جزر الماء فيها ، أي ذهب . وقال بعضهم : بحر الشام وبحر العراق .

وقال بعضهم : قوله : { وجعل بين البحرين حاجزا } بين العذب والمالح حاجزا بلطفه ، ولا يختلط هذا بهذا ، ولا هذا بهذا لطفا منه ؛ يذكرهم نعمه عليهم ولطفه : أن كيف أشركتم في عبادته وألوهيته من لا يملك ذلك ، وصرفتم شكرها إلى غير المنعم ؟

[ وقوله تعالى ]{[15086]} : { أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون } [ يحتمل وجهين :

أحدهما ]{[15087]} : لأن من لا ينتفع /392- أ/ بما يعلم فكأنه جاهل . نفى عنهم العلم لتركهم الانتفاع به كما نفى عنهم السمع والبصر واللسان والعقل لتركهم الانتفاع بهذه الجوارح والحواس ، وإن كانت لهم هذه الجوارح والحواس .

فعلى ذلك جائز نفي العلم عنهم لتركهم الانتفاع به .

والثاني : { بل أكثرهم لا يعلمون } لما يتكلفون النظر في ما ذكر ، أو لا يعلمون أن بينهما حاجزا ، والله أعلم .


[15082]:- ساقطة من الأصل وم.
[15083]:- في الأصل وم: الجبال.
[15084]:- ساقطة من الأصل وم.
[15085]:- في الأصل: الفارس بحر، في م: الفارس و.
[15086]:- ساقطة من الأصل وم.
[15087]:- ساقطة من الأصل وم.