ثم شرع في الاستدلال بأحوال الأرض وما عليها ، فقال : { أَمَّن جَعَلَ الأرض قَرَاراً } القرار : المستقرّ أي دحاها وسوّاها بحيث يمكن الإستقرار عليها . وقيل هذه الجملة وما بعدها من الجمل الثلاث بدل من قوله : { أَمَّنْ خَلَقَ السموات والأرض } ، ولا ملجأ لذلك ، بل هي وما بعدها إضراب وانتقال من التوبيخ والتقريع بما قبلها إلى التوبيخ والتقريع بشيء آخر { وَجَعَلَ خِلاَلَهَا أَنْهَاراً } الخلال : الوسط .
وقد تقدّم تحقيقه في قوله : { وَفَجَّرْنَا خلالهما نَهَراً } [ الكهف : 33 ] { وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ } أي جبالاً ثوابت تمسكها ، وتمنعها من الحركة { وَجَعَلَ بَيْنَ البحرين حَاجِزاً } الحاجز : المانع ، أي جعل بين البحرين من قدرته حاجزاً . والبحران هما : العذب والمالح ، فلا يختلط أحدهما بالآخر فلا هذا يغير ذاك ولا ذاك يدخل في هذا ، وقد مرّ بيانه في سورة الفرقان { أإله مَعَ الله } أي إذا ثبت أنه لا يقدر على ذلك إلاّ الله فهل إله في الوجود يصنع صنعه ، ويخلق خلقه ؟ فكيف يشركون به ما لا يضرّ ولا ينفع { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } توحيد ربهم ، وسلطان قدرته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.