فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمَّن جَعَلَ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَجَعَلَ خِلَٰلَهَآ أَنۡهَٰرٗا وَجَعَلَ لَهَا رَوَٰسِيَ وَجَعَلَ بَيۡنَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ حَاجِزًاۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (61)

{ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( 61 ) أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ( 62 ) أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 63 ) أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( 64 ) }

{ أمن جعل الأرض قرارا ؟ } القرار هو المستقر أي دحاها وسواها وجعلها بحيث يمكن استقرار عليها الإنسان والدواب بإخلاء بعضها من الماء حسبما تدور عليه منافعهم ، وقيل : هذه الجملة وما بعدها من الجمل الثلاث بدل من قوله أمن خلق السماوات والأرض ؟ ولا ملجئ لذلك ، بل هي وما بعدها إضراب ، وانتقال من التقريع والتوبيخ بما قبلها إلى التوبيخ والتقريع بشيء آخر .

{ وجعل } أي خلق أو صير { خلالها } أي فيما بينها { أنهارا } تطرد بالمياه ، والخلال الوسط ، وقد تقدم تحقيقه في قوله : وفجرنا خلالهما نهرا .

{ وجعل لها رواسي } أي جبالا ثوابت تمسكها وتمنعها من الحركة { وجعل بين البحرين } هما العذب والمالح ، أي جعل بينهما من قدرته { حاجزا } أي مانعا معنويا ، وهو المنع الإلهي ، إذ ليس هناك حاجز حسي كما هو مشاهد فلا يختلط أحدهما بالآخر ، فلا هذا يغير ذاك ، ولا ذاك يدخل في هذا وقد مر بيانه في سورة الفرقان .

{ أإله مع الله } أي : إذا ثبت أنه لا يقدر على ذلك إلا الله فهل إله في الوجود يصنع صنعه ، ويخلق خلقه فكيف يشركون به ما لا يضر ولا ينفع .

{ بل أكثرهم لا يعلمون } توحيد ربهم وسلطان قدرته .