الثاني : منها قوله تعالى : { أم من جعل الأرض قراراً } وهو بدل من { أم من خلق السماوات } وحكمه حكمه ، ومعنى قراراً ألا تميد بأهلها ، وكان القياس يقتضي أن تكون هادئة أو مضطربة كما يضطرب ما هو معلق في الهواء ، ولكن الله تعالى أبدى بعضها من الماء بحيث يتأتى استقرار الإنسان والدواب عليها { وجعل خلالها } أي : وسطها { أنهاراً } أي : جارية على حالة واحدة فلو اضطربت الأرض أدنى اضطراب لتغيرت مجاري المياه .
ثم ذكر تعالى سبب القرار بقوله تعالى : { وجعل لها رواسي } أي : جبالاً أثبت بها الأرض على ميزان دَبَّرهُ سبحانه وتعالى في مواضع من أرجائها بحيث اعتدلت جميع جوانبها فامتنعت من الاضطراب .
ولما كان بعض مياه الأرض عذباً وبعضها ملحاً مع القرب جدّاً ، بيّن الله تعالى أن أحدهما لم يختلط بالآخر بقوله تعالى : { وجعل بين البحرين } أي : العذب والملح { حاجزاً } من قدرته يمنع أحدهما أن يختلط بالآخر { أإله مع الله } أي : المحيط علماً وقدرة معين له على ذلك { بل أكثرهم } أي : الذين ينتفعون بهذه المنافع { لا يعلمون } توحيد ربهم بل هم كالبهائم لإعراضهم عن هذا الدليل الواضح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.