تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ} (10)

الآية 10 وقوله تعالى : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا } وذلك أنهم كانوا يستنصرون بأولادهم وأموالهم في الدنيا ، ويستعينون بها على غيرهم ، فظنوا أنهم يستنصرون بهم في الآخرة ، ويدفعون بهم عن أنفسهم العذاب ، وهو كقولهم : { وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين } [ سبأ : 35 ] ، فأخبرهم الله جل وعلا أن أموالكم وأولادكم لا تغني عنكم من عذاب الله شيئا .

وقوله تعالى : { وأولئك هم وقود النار } ، [ أي حطب النار ]{[3620]} ، فهو ، والله أعلم ، أن الإنسان إذا وقع في النار في هذه الدنيا لا يحترق احتراق الحطب ، ولكنه يذوب ، ويسيل منه الصديد ، فقال الله جل وعلا : إنهم يحترقون في النار في الآخرة احترق الحطب لا الإنسان في الدنيا ، لأنها أشد بطشا وأسرع أخذا وأطول اختراقا . وعلى{[3621]} هذا يخرج قوله : { والله شديد العقاب } ليس كعذاب الدنيا ، أنه لا على الانقضاء والنفاذ ، ولكن على الدوام فيها والخلود أبد الآبدين . فنعوذ بالله منها .


[3620]:ساقطة من وم.
[3621]:الواو ساقطة من الأصل وم.