التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ} (10)

قوله تعالى{ إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار }

قال ابن كثير : يخبر تعالى عن الكفار بأنهم وقود النار{ يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار }وليس ما أوتوه في الدنيا من الأموال والأولاد بنافع لهم عند الله ولا بمنجيهم من عذابه وأليم عقابه كما قال تعالى{ ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسكم وهم كافرون }وقال تعالى{ لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد } .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، ثنا ابن أبي مريم ، أنبأ ابن لهيعة ، أخبرني ابن الهاد ، عن هند بنت الحارث ، عن ام الفصل ام عبد الله بن عباس قالت : بينما نحن بمكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فنادى : " اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت " ثلاثا ، فقام عمر بن الخطاب فقال : نعم ، ثم أصبح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليظهرن الإسلام حتى يرد الكفر إلى موطنه ، وليخوضن البحار بالإسلام ؟ ، وليأتين على الناس زمان يتعلمون القرآن ثم يقولون : قد قرانا القرآن ، وعلمنا فمن هذا الذي هو خير منا ، فهل في أولئك خير ؟ " قالوا : يا رسول الله فمن أولئك ؟ قال : أولئك منكم ، أولئك معهم{ وأولئك هم وقود النار } .

( التفسير : سورة آل عمران-آية10 ، ح152 ) . وهذا إسناد رجاله ثقات ، إلا ابن لهيعة ، فغنه صدوق واختلط بعد احتراق كتبه ، لكن تابعه على رواية هذا الحديث عبد العزيز بن ابي حازم ، عن يزيد بن الهاد به ، اخرجه الطبراني في المعجم الكبير( 12/250 ح13019 ) ، وحسن إسناده المنذري في الترغيب( الترغيب والترهيب ) ، وحسنه الألباني( صحيح الترغيب1/58 ح133 ) . ولبعضه شاهد من حديث انس عند البخاري( الصحيح6/103 ح2894 ، 2895 ) ، قال : حدثتني ام حرام . . . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة . . . " فيكون هذا الحديث حسنا بهذه المتابعة والشاهد ) .

وانظر سورة البقرة آية( 24 )لبيان وقود النار .