الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ} (10)

وقوله تعالى : { إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مِّنَ الله شَيْئاً . . . } [ آل عمران :10 ] .

الإِشارة بالآيةِ إلى معاصِرِي النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يفْخَرُون بأموالهم وأبنائهم ، وهي بَعْدُ متناوِلَةٌ كلَّ كافرٍ ، والوَقُود : بفتحِ الواوِ كلُّ ما يحترق في النار من حَطَبٍ ونحوه ، والدَّأْبُ ، والدَّأَبُ ، بسكون الهمزة وفتحها مصدرُ دَأَبَ يَدْأَبُ ، إذا لازم فعل شيءٍ ، ودام عليه مجتهداً فيه ، ويقال للعادة دَأْبٌ ، والمعنى في الآية : تشبيهُ هؤلاء في لزومهم الكُفْر ، ودوامِهِم عليه ، بأولئك المتقدِّمين ، وآخر الآية يقتضي الوعيدَ بأنْ يصيب هؤلاءِ ما أصَابَ أولئك .