فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ} (10)

المراد ب { الذين كفروا } : جنس الكفرة . وقيل : وفد نجران ، وقيل : قريظة ، وقيل : النضير ، وقيل : مشركو العرب . وقرأ السلمي : «لن يُغني بالتحتية » وقرأ الحسن بكون الياء الآخرة تخفيفاً . قوله : { مِنَ الله شَيْئاً } أي : من عذابه شيئاً من الإغناء ، وقيل : إن كلمة من بمعنى عند ، أي : لا تغني عند الله شيئاً قاله أبو عبيد ، وقيل : هي بمعنى بدل . والمعنى : بدل رحمة الله ، وهو بعيد . قوله : { وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النار } الوقود : اسم للحطب ، وقد تقدم الكلام عليه في سورة البقرة ، أي : هم حطب جهنم الذي تسعر به ، وهم : مبتدأ ، ووقود خبره ، والجملة خبر أولئك ، أو هم ضمير فصل ، وعلى التقديرين ، فالجملة مستأنفة مقرّرة لقوله : { لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم } الآية . وقرأ الحسن ، ومجاهد ، وطلحة بن مصرف «وَقُودُ » بضم الواو ، وهو مصدر ، وكذلك الوقود بفتح الواو في قراءة الجمهور يحتمل أن يكون اسماً للحطب ، كما تقدم ، فلا يحتاج إلى تقدير ، ويحتمل أن يكون مصدراً ؛ لأنه من المصادر التي تأتي على وزن الفعول ، فتحتاج إلى تقدير ، أي : هم أهل ، وقود النار .

/خ13