بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ} (10)

ثم قال تعالى { إِنَّ الذين كَفَرُواْ } يعني اليهود ويقال جميع الكفار { لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ } كثرة { أموالهم وَلاَ أولادهم مّنَ الله } شيئاً يعني من عذاب الله { شَيْئاً } في الدنيا إذا نزل بهم شدة أو مرض ، ولا في الآخرة عند نزول العذاب . ويقال : كل ما لم ينفق في طاعة الله ، فهو حسرة له يوم القيامة . ويقال : إنما ذكر الأموال والأولاد ، لأن أكثر الناس يدخلون النار ، لأجل الأموال والأولاد ، فأخبر الله تعالى أنه لا ينفعهم في الآخرة ، لكيلا يفني الناس أعمارهم ، لأجل المال والولد ، وإنما ذكر الله تعالى الكفار ، لكي يعتبر بذلك المؤمنون ثم قال تعالى : { وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النار } أي حطب النار .

قرأ بعضهم { وُقُودُ النار } بضم الواو ، يعني إيقاد النار كما قال في آية أخرى { إِنَّ الذين كَفَرُواْ بآياتنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بدلناهم جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ العذاب إِنَّ الله كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } [ النساء : 56 ] قالوا : معناه إذا أرادت النار أن تنطفئ ، بدلهم الله جلوداً غيرها لتتقد النار .