تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (186)

الآية 186 وقولته تعالى : { لتبلون في أموالكم وأنفسكم } يحتمل الابتلاء في الأموال والأنفس أن يبلو في النقصان فيها كقوله عز وجل : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والصدقات والحقوق التي جعل فيها وفي الأنفس من العبادات من ( نحو ){[4706]} الصلاة والجهاد والحج وغيرها من العبادات والله أعلم .

وقوله تعالى : { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } يعني الذين لهم علم بالكتاب ومن غيرهم { أذى كثيرا } أي ت سمعون أنتم من هؤلاء { أذى كثيرا } على ما سمع إخوانك الذين كانوا من قبلك من ا قوامهم { أذى كثيرا } كقوله عز وجل : فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك } ( آل ع مران 184 ) .

وقوله عز وجل : { وإن تصبروا } على آذاهم { مكافأتهم كما{[4707]} صبرا أولئك واتقوا مكافأتهم { فإن ذلك من عزم الأمور } قيل : من خير الأمور هذا يحتمل .

وقيل : { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } من قولهم : { عزيز ابن الله } و { المسيح ابن الله } التوبة 30 ) { ومن الذين أشركوا } يعني العرب { أذى كثيرا } نصب الحروف في ما بينهم والقتال والسيف وغير ذلك { وإن تصبروا } على ذلك والطاعة { وتتقوا } معاصي الرب { فإن ذلك من عزم الأمور } يعني من حزم الأمور .


[4706]:ساقطة من الأصل وم.
[4707]:في الأصل و م: على.