تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{نَزَّلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ} (3)

الآية 3 وقوله تعالى : { نزل عليك الكتاب } ظاهر { بالحق } أي هو الحق نفسه : حجة مجعولة وآية معجزة أيس العرب عن أن يعارضوه ، أو يأتوا بمثله ، وتحققوا{[3586]} عند كل آية [ أنه ]{[3587]} من عند الله إلا من أعرض عنه ، وكابر ، وعاند ، وقيل : { بالحق } أي بالصدق والعدل ، وقيل : { بالحق } الذي لله عليهم وما يكون لبعضهم على بعض .

ثم قال : { مصدقا لما بين يديه } أي موافقا لما قبله من الكتب السماوية ، وهي غير مختلفة ، ولا متفاوتة .

وفيه دلالة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر أنه موافق لتلك الكتب غير مخالف لها ، ولو كان على خلاف ذلك لتكلفوا إظهار موضع الخلاف ، فإن لم يفعلوا ذلك دل أنهم عرفوا أنه من الله وأن محمدا رسوله ، لكنهم كابروا ، وعاندوا .


[3586]:في الأصل وم: وتحقق.
[3587]:ساقطة من الأصل وم.