قيل في قوله : { كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ } بوجهين :
أحدهما : إن هذا في كل كافر ومشرك ، ينادي عند موته وهلاكه ، ويسأل ربه الرجوع والعود إلى الدنيا ليؤمن كقوله : { رب ارجعون }{ لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة }[ المؤمنون : 99/100 ] وكقوله : { رب لولا أخرتني إلى أجل قريب }الآية [ المنافقون : 10 ] ونحوه . لكن لا ينفع ذلك النداء والغوث والسؤال للتأخير على ما أخبر أنه إذا { جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون }[ الأعراف : ب 34 والنحل : 61 ] .
والثاني : هذا في الجملة في الأمم التي أهلكت من قبل ، واستؤصلت بالتكذيب والعناد ؛ كانوا ينادون عند نزول العذاب بهم ووقوعه عليهم ، ويسألون الغوث ، ويظهرون الإيمان كقوله عز وجل : { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده } [ غافر : 84 ] لكن لا ينفعهم إيمانهم في ذلك الوقت على ما أخبر الله عز وجل لأنه إيمان دفع للعذاب واضطرار لا إيمان اختيار وتخوف . فهذا حال أهل مكة إن نزل بهم ما نزل بأولئك ، ويندمون على صنعهم كما ندم أولئك ، والله أعلم .
ثم قوله عز وجل { ولات حين مناص } هو في الأصل : ولا . فإذا وصل ب : حين صار : ولات ؛ كأنه تحين والله أعلم وهو قول الكسائي .
وقال بعضهم : ولات يحين بالياء ، وقد قرئ بالتاء تحين والوقف عليها ، ثم يبتدأ قوله : { حين مناص } وابن عباس رضي الله عنه يقول : ليس بحين مغاث . وقيل ليس بحين مغاث . وقيل : ليس بحين يجزع ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.