وقوله تعالى : { من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } قال بعض أهل التأويل : من كان يريد بعمله الذي يعمله عرض الدنيا ، ولا يريد به الله آتاه الله ما أحب من عرض الدنيا ، أو دفع عنه ما أحب{[6648]} في الدنيا ، ليس له في الآخرة من ثواب لأنه عمل لغير الله ، هو كقوله عز وجل : { من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق }( البقرة : 200 ) ومن أراد بعمله الذي يعمله في الدنيا ثواب الآخرة آتاه الله تعالى من عرض الدنيا ما أحب ، ودفع عنه ، وجزاه في الآخرة الجنة بعمله في الدنيا ، والله أعلم
وتحتمل الآية غير هذا ( وجهين :
أحدهما ){[6649]} : أنهم يتخذون من دون الله آلهة يعبدونها طلبا للرئاسة والعز والشرف كقوله تعالى : { واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا }{ كلا } ( مريم : 81و82 ) فأخبر أن العز والشرف ليس في ذلك ، ولكن عند الله عز الدنيا والآخرة .
والثاني : أنهم كانوا يعبدون الأوثان والأصنام ، ويقولون : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ( النزمر : 3 ) ويقولون : { هؤلاء شفعاء عند الله } ( يونس : 18 ) فأخبر أن ليس في عبادتكم هذه الأصنام منافع تأملون بذلك في الدنيا ، والسعة في الدنيا كقوله تعالى : { إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه } الآية ( العنكبوت : 17 ) . فعلى ذلك قوله عز وجل : { من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } لا ما تطلبون ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وكان الله سميعا } لمقالتكم{ بصيرا } بما تريدون ، وهو وعيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.