وقوله تعالى : { ولله في السماوات وما في الأرض وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } الآية ؛ وصى الخلق كلهم { إن اتقوا الله } ثم قوله عز وجل{ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } قيل : { وصينا } أمرنا ، وقيل : { وصينا } فرضنا على { الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } .
وقوله تعالى : { أن اتقوا الله } قيل : أمرناهم أن يوحدوا الله ، ويتقوا الشرك . وقال مقاتل { أن اتقوا الله } أي وحدوا الله . وقيل : قوله تعالى : { إن اتقوا الله } أي أطيعوه في ما أمركم ، ونهاكم عنه . ويحتمل{ أن اتقوا الله } أي اتقوا عذاب الله ونقمته ، ولا تعبدوا غيره دونه{ وإن تكفروا } ولم تتقوا في ما أمركم الله ، ونهاكم ، فإن{ ما في السماوات وما في الأرض } ذكر هذا على إثر قوله : { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } ليعلموا أنه لم يأمرهم بذلك لحاجة له في عبادتهم ، ويأمر لمنفعة نفسه ، إذ من له ملك ما في السموات وما في الأرض لا يحتاج إلى آخر ينتفع به ، ولكن ليعلموا أنه تعالى إنما أمرهم بذلك لحاجتهم في ذلك ولمنفعة أنفسهم .
ألا ترى انه قال عز وجل : { غنيا حميدا } عن عبادتكم له وطاعتكم إياه ، و{ حميدا } في سلطانه ؟ ويكون غنيا عن خلقه في الأول{ حميدا } في فعله . وذلك الحميد في الفعل يخرج على إتقان الفعل وإحكامه أو على إحسانه إلى خلقه وإنعامه عليهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.