تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ} (78)

الآية 78 وقوله تعالى : { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام } قال أبو بكر الأصم : تبارك اسم ربك من أن يستحق غيره اسمه . وقوله : { ذي الجلال } استحق على الخلق أن يجلّوه ، ويعظموه من أن يسموا غيره باسمه { والإكرام } هو ألا{[20394]} يلحقوا به ما لا يليق به من الولد والشريك وغيره .

ختام السورة:

ثم قيل في فائدة تكرار قوله عز وجل { فبأي آلاء ربكما تكذبان } فبأي آلاء ما في السماوات والأرض تكذبانه ؟ هي{[1]} الدلالة على وحدانية الله تعالى والشهادة له بأنه خالقه ومرسل [ رسله وما جاؤوا ]{[2]} به ، وذلك أن جميع ما فيهما من الطعام والشراب على ما ذكرنا ، وذلك كما يقول الرجل لآخر ، يلومه ، ويعاتبه : ألم تكن جائعا ، فأطعمتك ؟ أفتنكر هذا ؟ ألم تكن ظمآن ، فسقيتك ؟ أفتنكر هذا ؟ ونحو ذلك .

وجائز أن تكون فائدة التكرار غير هذا ، وهي أنه خرج مخرج العظة والتذكير ، ومن شأن الموعظة والذكرى{[3]} التكرار والإعادة ليكون أنجع وآخذ للقلوب وأقرب إلى القبول ، والله أعلم .


[1]:- في ط ع: سمح.
[2]:- من ط ع: ويشير هذا القول إلى ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" انظر (سنن الترمذي) ج 5/199 رقم الحديث /2951/.
[3]:- من ط ع، الواو ساقطة من الأصل.
[20394]:في الأصل و م: إن.