تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة{[1]} الواقعة مكية{[2]}

الآية 1 قوله تعالى : { إذا وقعت الواقعة } هذا مما لا يبتدأ به الخطاب ، وإنما هو جواب سؤال وخطاب ، لم يذكر .

فيحتمل أن يكون المؤمنون ذكروا كراماتهم التي وعدوا في الآخرة ، فقال : لهم أولئك الكفرة : متى يكون ذلك لكم ؟ فقالوا : { إذا وقعت الواقعة } كما يسأل الرجل : متى يكون أمر كذا ؟ ، فيقول : إذا كان كذا ، فهو حرف جواب لسؤاله . وعلى هذا يخرج جميع ما ذكر في القرآن من هذا النوع من نحو قوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها } [ الزلزلة : 1 ] ونحو ذلك .

وقوله تعالى : { إذا وقعت الواقعة } جائز أن يكون تأويله : إذا وقعت المثوبة والعقوبة فتكون الواقعة كناية عنهما .

وجائز أن تكون الواقعة اسما من أسماء البعث كالقيامة والساعة وغير ذلك ، والله أعلم .


[1]:- في ط ع: سمح.
[2]:- من ط ع: ويشير هذا القول إلى ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" انظر (سنن الترمذي) ج 5/199 رقم الحديث /2951/.