تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۭ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (54)

الآية 54 وقوله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام } وذكر ما بينهما في مواضع ، ولم يذكر في مواضع ؛ وذلك داخل بذلك بقوله تعالى : { قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين } [ فصلت : 9 ] الذي صنع ذلك { وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها } .

ثم جمع{[8424]} اليومين الأولين مع هذا الذي ذكر ذا فيه ، وقال : { في أربعة أيام سواء للسائلين } [ فصلت : 10 ] ليعلم أن ذا خلق في يومين . ثم قال : { ثم استوى إلى السماء } إلى وقوله : { فقضاهن سبع سماوات في يومين } [ فصلت : 11و12 ] فتصير ستة الأيام التي أبهمها في غير ذلك ، والله أعلم .

ثم قد بيّن عز وجل ، فساد قول كل من عبد غيره ، وعجز كل ذلك عما له يعبد ، وجهله بمعنى العبادة ، وخروجه عن الاستحقاق بما فيه من آثار التدبير وعليه من دلالة التقدير ، واستحقاق جميع معاني الخلقة ، ودخوله تحت الصنعة ، وحاجته إلى من احتاج إليه كل مما هي التي تبعث على العبادة ، وتوجب إظهار الذلة والخضوع لمن هو كذلك في الخلقة والجوهر ، فألزمهم الفزع إلى من يدلهم إلى الرب الحق ، ويدعوهم إلى المعبود /175-ب/ المتعالي عن الأشباه والأضداد بما يوجب الشبه والمشاكلة .

وفي وجوب ذلك دليل جاعل آخذ له شكلا . وذلك آية الصنعة ودلالة الحدث . وفي تحقيق الضد خوف ذهاب وفساد ، فتضمحل الألوهية ، ويستوجب حق الدخول تحت التقدير والقيام على ما شاء من له التدبير ، جل الله ، سبحانه ، عن توهم ذلك ، فأكرم من بعثته الحاجة إلى معرفته ، ودفعته الخلقة إلى العلم بمن أنعم عليه ، واختصه من بين كثير من خلقه بما ركّب فيه ما به يدبّر أمر غيره ، وبه يعرف قدر المنعم عليه لمن أكرمه به ليشكر{[8425]} له في ما أولاه ، ويحمده على [ ما ]{[8426]} أعطاه ، فمنّ بإظهار ذلك على لسان رسوله الذي عرّف خلقه بما نصب من أدلة صدقه ، وأنار من حجج عصمته عن الكذب في ما ينبئ وإصابته في ما يخبر ، فقال : { إن ربكم الله الذي } لا رب لكم{[8427]} سواه ولا لأحد من الخلائق .

هو الله الذي لا إله غيره ليوجّهوا إليه العبادة في الحقيقة ، وليؤدوا إليه شكر ما أنعم عليهم ، وإن كانت نعمه أعظم من أن يجزيها العباد ، وحقه أجلّ من أن يقوم به العباد ، لولا أن الله ، سبحانه ، لم يرد من البيان على ربوبيته والدليل على ألوهيته سوى ما أنطق به على لسان رسوله [ به ]{[8428]} الإيضاح أنه لا ينطق إلا بالحق ، ولا يقول إلا الصدق لكان ذلك بيانا شافيا .

لكنه بفضل رحمته بين الأدلة التي تحقق ذلك ، وتعلم أنه كما أجابه رسوله إلا أن يعاند الحق ، ويكابر العقل فقال عز وجل { الذي خلق السماوات والأرض } إلى آخر [ ما ذكر ]{[8429]} دلالة خلق ما ذكر من آثار التدبير وعجيب التقدير الذي به قوام كل ممّن يحتمل المنافع والمضار واتصال ما بين السماء والأرض على تباعد بعض من بعض في المنافع مع جمع الأضداد التي من طبعها التنافر في أصل ما ذكر حتى صارت كالأشكال بعد أن كانت السماوات والأرض مشتبهة{[8430]} لا تشعر بما فيها من الحكمة ولا بالذي فيه من أي وجه تقضى الحاجة ليدل أن مدبّر الكل واحد ؟ وأنه عليم حكيم ، وضع كل شيء موضعه ، ودل كل ذي عقل على الوجه [ الذي ]{[8431]} يظفر بحاجته ، ويقيم به أوده ، ويصل إلى بغيته ، وسخّر الذي ذكر ، فصيّر كلاّ من ذلك جاريا ذاتيا بما لا ينتفع هو به ، ولا مضرة عليه فيه ، ليعلم أنه لغيره قدّر ، ولحاجة غيره سيّر ، وكذلك الذي جبل على القرار ، وأمسك عن الزوال من غير أن كان له في حقيقة أحد الوجهين نفع أو ضرر ليعلم أن تدبير ذلك جرى لا له ، ولكن لأهل الممتحنين الذين بهم يظهر العز والشرف ، وينبل الجود والكرم ، ويعظم الملك والسلطان ؛ إذ عندهم تمييز الأحوال وتفريق الأمور وتوجيه كل إلى حقه وإعطاء كل ذي فضل فضله ، فيعلم من هذا وصفه أنه لم ينشئ عبثا ، ولا خلق باطلا ؛ إذ به يعظم قدر كل خلق ، ويشرّف جلاله كل جليل . لم يجز إهمال{[8432]} مثله ، فيكون خلق الجميع لغير شيء مع ما في ذلك من فنائه وتبدّده الذي في الحكمة قصد مثله في العقل يوجب العبث .

ثبت أنه خلق للمحنة ولدار البقاء . لكن جعل البقاء جزاء والفناء محنة ليكون البقاء هو المنتهى ، فيعظم القصد في الابتداء ؛ إذ فاسد أن يجعل المحنة للبقاء ، فيدل على حاجة الممتحن مع ما في ذلك زوال الجزاء ؛ إذ محال تقديمه على ماله الجزاء ، والله الموفق .

ثم الأصل أن الله ، سبحانه ، جعل العقل جزءا من عالمه ، وجعله دليلا لأهله في معرفة المساوئ والمحاسن وعلما للتمييز بين الحكمة والسفه وبين الإتقان والعبث ، وجعله بالذي يعرف المحمود من المذموم والمرغوب فيه من المزجور عنه ، فلم يجز أن يكون إنشاء كل العالم على غير الحكمة ، لأنه سفه . وهو بالذي هو جزء من العالم يعلم به الذميم من الحميد . ثبت أنه أنشئ للحكمة .

وعلى ذلك تقدير كل عاقل على احتمال ما يضره ، وينفعه ، بحق الجزاء والمحنة . فثبت أن ذلك للمحنة ، وأن المحنة ثم الهلاك بلا جزاء ولا نفع للممتحن عبث أيضا وسفه ، فلزم به القول بالبعث وإثبات دارين مع ما كان لكل شاهد دليل غائب ، يحمد عليه ، أو يذم ، وكذا فعل كل ذي عقل إنما هو لعاقبة يحمد عليه ، أو [ يغفل عنه ، فيلام ]{[8433]} عليه .

فعلى ذلك أمر تدبير هذه الدار من أخرى ، فلا يجوز أن تخلّى الجملة من الدلالة ، ولا يخلو كل جزء منها أو جملة الأفعال من{[8434]} العواقب . والواحد منها إذا خرج يصير عبثا وسفها ، فثبت بالذي ذكرت القول بالتوحيد وبالدارين وبالرسالة ؛ إذ بها تعرف العواقب بما هي غائبة ، وحقائق كل غائب تعرف بالإخبار عنها والدلالة عليها .

ثم لا دلالة على ماهية الجزاء ولا الشكر والعبادة ، إنما الدلالة من حيث التدبير على العلم بها جملة لزوم القول بالرسل ، ولا قوة إلا بالله .

ثم قوله تعالى : { في ستة أيام } يحتمل وجهين :

أحدهما : خلق أصول الأشياء التي يكون غيرها بحق التّولد عن ذلك والانقلاب .

والثاني : {[8435]} يحتمل أن يكون على خلق كلّية كل شيء مما عليه تركيب هذا العالم إلى أن يبدّل بعالم آخر ، لا يبيد ، ولا يفنى . فإن كان على الأول فهو ستة من السبعة التي عليها{[8436]} مدار المدد والأزمنة ؛ إذ جعل ؛ جل ثناؤه ، جميع ما ذكر من الخلائق تحت الأزمنة والأوقات ، ويزول بزوال مدارها .

وكذلك عندنا كل الحوادث ؛ إذ{[8437]} كل منها بدأ يصير ذلك وقت ابتدائه ، وذلك ينقض على الباطنية قولهم : [ إنّ ]{[8438]} المبدع الأول لا يقع عن الزمان والمكان ، وأنه لا يبيد ، ولا يفنى . ولو كان كذلك لم يكن مبدعا ، ولكان{[8439]} قديما لا يقع عليه الإبداع ، فلما وقعت ثبت له البدء ، فيجب وصفه بالوقت من حيث الابتداء ، وهو أيضا معلول{[8440]} عنده ، وعلّته فيه وهو الإبداع ، مما لو زالت علّته لباد . وإذا ثبت أنه معلول ثبت أن علّته أوجبته ، وأحدثته ، بعد أن لم يكن ، فوجب له وقت ، به كان ، أو كان فيه ، والله أعلم .

ثم على هذا كان إنشاء من ذكر في الأيام الستة ، ولم يذكر فيه ممتحنا ، فيشبه أن يكون وقت كون الممتحنين اليوم{[8441]} السابع ، وبهم تم " ظهور الملك [ بقوله تعالى ]{[8442]} : { ثم استوى على العرش } وهو الملك ؛ إذ{[8443]} لم يكن قبل ذلك من له التمييز .

ومعرفة الملك والسلطان وقدر العلم بالمحامد والمعالي وأضداد ذلك إنما يكون بأولئك الذين ركبت فيهم العقول ، وأكرموا بالتمييز [ وبما جعل لهم جعل ]{[8444]}العالم ، وهم المقصودون من الإنشاء . لذلك جعل كل من سواهم مسخرا لمنافعهم داخلة تحت أفهامهم مما تحتمل أكثر . ذلك تدبير ليعلم أنهم قصدوا لأنفسهم أو لمعرفة ما عليهم من شكر النعم والعبادة . فكان بهم تمام ظهور الملك وبلوغه النهاية ، فأخبر بالاستواء ؛ إذ هو وصف العلو والرفعة ووصف التمام في الرتبة والقدر كقوله تعالى : { ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما } [ القصص : 14 ] وذلك في معنى الاستواء على العرش من حيث ظهور الملك وبيان الحجة والربوبية للمستدلين والمعتبرين .

وإن كان التأويل هو الثاني [ فإنه ]{[8445]} يخرج على وجهين :

أحدهما : [ ما ]{[8446]} قال بعض أهل التفسير : إن كل يوم من أيام الآخرة ، وذلك ألف سنة ، لم يبين لنا مقدار ذلك . فجائز أن يكون منتهى تدبير هذا العالم إلى ذلك ستة أيام : بمعنى سنة على القدر الذي قدره الله .

ثم يكون اليوم السابع هو يوم القيامة ، لا يبيد{[8447]} أبدا ، ولا ينقضي . فيه يتبدل{[8448]} العالم ، ويقر كل ممتحن له بالملك والجلال ، وإن كان كذلك في الأزل ، ففي ذلك اتفاق القول من طريق الاختيار والعلم بذلك من كل جبار وغيره . وعلى نحوه{[8449]} ما قيل : { لمن الملك اليوم } [ غافر : 16 ] وقيل : /176-أ/ { وبرزوا لله جميعا } [ إبراهيم : 21 ] وقيل : { والأمر يومئذ لله } [ الإنفطار : 19 ] ونحو ذلك على أن له الملك أبدا .

وكذلك لم يكن يخفى عليه شيء ؛ لكن ذلك مما يعلم كل أنه كذلك . فبذلك تم ظهور كل معنى من ذلك ، وإن كانت حقيقته{[8450]} موجودة قبل ذلك . وعلى ذلك القول : { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } [ محمد : 31 ] ونحو ذلك أنه إذ ذلك يظهر لكل معلومه ، فأضيف إليه بحرف الابتداء ، وهو عن ذلك متعال . فعلى ذلك ما بينا ، وبذلك ظهور تمام شرائط الملك والاعتراف من الكل بذلك ، والله أعلم .

والثاني : أن تكون تلك الأيام الستة على ما في علم الله تعالى ، تقديرها لا يعلم سواه إلا من طريق الجملة التي أدى ؛ وقد بين يوما { كان مقداره خمسين ألف سنة } [ المعارج : 4 ] ويوما{ عند ربك كألف سنة } [ الحج : 47 ] حد ، لا يعلم غيره .

ثم كان اليوم السابع : { يوم تبلى السرائر } [ الطارق : 9 ] وتقع العقوبة ، والمثوبة ، وهو المقصود من خلق العالم الأول ، فيكون ما ذكرت من إتمام الظهور ، والله الموفق .

وعلى هذا لو قيل : { يحملون العرش } [ غافر : 7 ] [ وقيل : ]{[8451]} { ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية } [ الحاقة : 17 ] قيل : ليس أن المراد من العرش الأول .

وجائز أن يكون هذا هو السرير المعروف منشأ من النور ومما شاء ليكرم به أولياؤه يوم القيامة .

والأول هو الملك الذي ظهر تمامه وعلوه على ما بينا .

ثم لو كان العرش الذي قال عز وجل : { الرحمن على العرش استوى } [ طه : 5 ] هو ما فهمه أهل التشبيه من مكان ، لم يكن ، لوجب{[8452]} أن يفهم من الاستواء عليه الاستقرار وأن يكون لله مكان يوصف بالكون فيه ، وعليه ، لأنه ليس من كون أحد في مكان ، وإن جل قدره ، وعظم خطره ، رفعة ولا نباهة في ما يتعارف من أمر الملوك والأجلة ، بل كل منسوب إلى مكان من جهة التمكين فيه ، والقرار منسوب إلى استعانة وحاجة منه إليه جل عن ذلك .

وعلى أنه إما يكون مثله أو عظم منه ؛ [ فلو كان كذلك ]{[8453]} لكان له عديلا بالعظمة أو دونه . ومن السخف الجلوس على مكان ، لا يطمئن به ، أو يقصر عنه ؛ إذ قد يجوز أن يزاد فيه ، فيكون أعظم منه ، جل الله عن هذا الوصف ، وتعالى . بل كان ، ولا مكان ؛ فهو على ما كان يتعالى عن الاستحالة والتغير ؛ إذ هو أثر الحدث وأمارة الكون بعد أن لم يكن ، ولا قوة إلا بالله .

ثم الأصل أنه لو كان فهو بإضافة الله إلى العلو عليه تعظيم له . وعلى ذلك في كل[ ما ]{[8454]} يضاف إلى الله أو [ يضاف ]{[8455]} الله إليه من جهة الخصوص ، فهو على تعظيم ذلك ، لا على ان يفهم منه ما يفهم مثله من الخلائق نحو القول : { وأن المساجد لله } [ الجن : 18 ] والقول{[8456]} : { زينة الله } [ الأعراف : 36 ] والقول{[8457]} : { تلك حدود الله } [ البقرة : 187 ] ونحو ذلك .

فما بال المشبهة فهمت من إضافة الاستواء على العرش المعنى المكروه على احتمال الاستواء معاني سوى الذي ذكروا ؟ إذ يقال : استوى تم ، واستوى على ، واستوى واستقر ، واستوى استولى .

فإذا كان معناه يتوجه إلى هذه الوجوه لم يحتمل أن يكون أحد بقدرة{[8458]} من ذلك آدم ما يتوجه إليه ، ويعتمد عليه ، لو لا الجهل به .

ثم الأصل أن الإضافات إلى الأشياء يفترق المقصود بها ، وإن كان في ظاهر المخرج واحدا باختلاف من إليه القصد بالإضافة والإضافة جميعا ، يقال : جاء الحق ، وجاء فلان ، وبيت فلان ، وبيت الله ، وقال{[8459]}في الملائكة : { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } [ المدثر : 31 ] وقال في الفسقة : { أولئك أصحاب النار } [ البقرة : 39 ] ونحو ذلك لا على الجمع في المعنى . فالاستواء الذي يتوجه إلى وجوه أحق بذلك ، والله الموفق .

ثم قيل في قوله تعالى : { ثم استوى على العرش } بوجوه :

أحدها{[8460]} : ما قال أبو بكر الأصم [ على ]{[8461]} التقديم والتأخير ؛ كأنه قال : إن ربكم الله الذي استوى على العرش كقوله تعالى : { خلقكم من نفس واحدة وخلق منه زوجها } [ النساء : 1 ] .

وعلى هذا ليس في قوله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } الشبهة التي في الأول كما لم تكن في قوله تعالى : { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم } [ الأنعام : 30 ] إذا صرف { على } إلى عند ، شبهة . فيكون { ثم استوى } خلق العرش كقوله : { ثم استوى إلى السماء } [ البقرة : 29 ] بمعنى ثم خلق السماء ، أو قصد خلقه ونحو ذلك .

وقال الحسن : { ثم استوى على العرش } أي استوى عليه أمره وصنعه ، أي لم يختلف عليه صنع العرش وأمره ، وإن جل أمر غيره وصنعه كقوله تعالى : { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } [ لقمان : 28 ] على استواء الأمر في التدبير والصنع .

وقال الحسين : معناه استولى على العرش كما يقال : استوى فلان على بغداد بمعنى استولى . وقال قوم : معناه : استولى عليه ، وهو فوق كل شيء في القدرة والعظمة تعظيما له على غير اختلاف عليه في التحقيق بينه وبين غيره كالذي ذكر بأن الأمر كله يوم القيامة له ، والمساجد على التفصيل دون تخصيص له في ذاته من حيث ذلك . وقال قوم : إذ كان العرش فوق كل شيء في تقدير العارف ، فقال : هو علاه بمعنى لا يوصف في الخلق ، [ علا ما كان ]{[8462]} ولا خلق .

ونحن نقول ، وبالله التوفيق ، قد ثبت من طريق التّنزيل بأنه استوى على العرش ، وقد لزم القول بأنه { ليس كمثله شيء } [ الشورى : 11 ] في الأرض . وعلى ذلك اتفاق القول : ألا يقدّر كلامه بما عرف من كلام الخلق ولا فعله به ، وما يوجبه ، ولا علمه ولا ما قيل : هو رب كذا أو مالك كذا ، لا يراد به المفهوم من الخلق . لكن الوجه الذي يليق به وما يوجبه حق الربوبية . فمثله في الأول ، ثم يلزم تسليم المراد لما عنده ؛ إذ لم يبيّنه لنا ، وقد ثبت ما يفهم من غيره .

وبعد فإن القول فيه بالمكان يفسد بالذي به يحتج بوجوده :

أحدها : أن قوله { ثم استوى على العرش } إخبار عن فعله الذي في التحقيق يضاف إليه في خلق الخلق على اختلاف المخرج في القول نحو ذكر مرة : أبدع ، ومرة فطر ، وجعل ، وأنزل ، وأثبت ، وأعطى ، وأنشأ ، وغير ذلك من الألفاظ ؛ حقيقة ذلك أنه خلق إذ ذلك معنى فعله في الحقيقة . وعلى ذلك كون وفعل وأمر في بعض المواضع .

ثم يجب توجيه كل من ذلك إلى الوجه الذي يليق فيه القول ب : خلق ، وكذا في : هدى ، وأضل ، وزيّن ، وأتقن ، وأحكم ، ونحو ذلك . فكذلك في قوله : { ثم استوى على العرش } يجب أن يقابل بذلك ب : خلق ؛ إذ هو إضافته إلى فعله .

ثم يخرّج على وجهين :

أحدهما : ثم خلق العرش ، ورفعه ، وأعلاه ، أن كان العرش على الماء كقوله تعالى : { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } [ فصلت : 11 ] وليس { ثم } ينتقل من حال إلى حال ؛ إذ لو كان كذلك لكان يصير حيث ، ثم ينتقل من خلق إلى خلق في ما يخلق ، فيكون في الوقت الذي يصير إلى العرش صائرا إلى الثّرى ، وفي الوقت الذي يحدث خلق ما في الأرض وما في السماوات منتقلا من ذا إلى [ ذا ]{[8463]} . وذلك تناقض فاسد ، وفي ذلك بطلان معنى القول بالاستواء على العرش ، بل يكون أبدا غير مستو عليه حتى يفرغ من خلق جميع ما يكون أبدا ، وذلك متناقض فاسد . جل الله عن هذا التوهّم ، وبالله التوفيق .

والثاني : أن يكون قوله تعالى : { ثم استوى على العرش } أي إلى العرش في خلقه ورفعه وإتمامه دليل احتمال { على } [ إلى ]{[8464]} . ذلك لأنه{[8465]} من حروف الخفض ، وقد يوضع موضع بعض كقوله تعالى : { الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون } [ المطففين : 6 ] بمعنى عن الناس ، وقوله تعالى : { ترى إذا وقفوا على ربهم } [ الأنعام : 30 ] بمعنى عند ربهم مع ما قال الله تعالى : { ثم إن علينا بيانه } [ القيامة : 19 ] [ وقال ]{[8466]} : { وعلى الله قصد السبيل } [ النحل : 9 ] بمعنى إليه . وعلى ذلك { ثم استوى على العرش } إلى العرش ، وهو على الماء كما ذكر ، فرفعه ، وأتمّه ، كما قال : { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } [ فصلت : 11 ] فخلق ما ذكر ، والله أعلم .

والوجه الثاني : المذكور في الآية من اسم الرب وخلق /176-ب/ وتسخير الذي وصف . ثم لم يتوهّم في شيء من ذلك المعنى الذي يضاف على الخلق أنه رب كذا ، وسخّر كذا ، أو صنع كذا ، ملحد أو موحّد . فكيف احتمل قلب المشبّهين في قوله تعالى : { الرحمان على العرش استوى } [ طه : 5 ] في{[8467]} جهله به وتقديره بالذي عليه أو نفسه ؟ والله الموفق .

والثالث : إن الناس في خلق الله مختلفون{[8468]} :

فمنهم من جعله الخلق نفسه دون أن يكون الله بذاته يلحقه وصف سوى إضافة الخلق إليه في أن كان به . فعلى ذلك قوله { استوى على العرش } إنما هو ما ذكر من غير أن كان ، سبحانه ، يلحقه وصف لم يكن له .

ومنهم من يراه خالقا بذاته ليكون جميع الخلائق إلى الأبد بتكوينه الذي يعبّر عنه بقوله : { كن } من غير أن كان . ثم كاف ونون{[8469]} على كون كل شيء عليه به من غير تغيير عليه ولا زوال عما كان عليه ؛ إذ لا شيء غيره . فكل معنى لو حقّق أوجب تغيّرا أو زوالا أو قرارا أو نحو ذلك ، فالله يجلّ عنه ، ويتعالى إذ ذلك علم الحدث وأمارة الغيرية ولا قوة إلا بالله .

والرابع : هو الذي يرى فعله على ما عليه فعل الخلق من التحرّك والزوال والسكون والقرار إضافته . من ذلك وصفه [ بالتحرّك من مكان ]{[8470]} إلى مكان وحال دون حال محال فاسد . لذلك بطل القول بالمكان في جميع الأقاويل .

وأيّد الذي ذكرت ما ختم به الآية من قوله : { تبارك الله رب العالمين } وصف ذاته بالربوبية بالتعالي على{[8471]} جميع معاني المربوبين ؛ إذ من حيث التّشاكل يوجب خروجه من أن يكون ربّا والآخر مربوبا . فإذا ثبت أن كل شيء من كل جهة مربوبا ثبتت سبحانيته من ذلك الوجه ، والله الموفّق .

ثم قوله تعالى : { خلق السماوات والأرض في ستة أيام } هو على وجهين :

أحدهما : إظهار ما بينهما على ما جرى الذكر به في غيره .

والثاني : أن ذكر من وقت ابتداء الكون إلى الانتهاء لا على تحقيق ذلك في كل وقت كما يقال : كان كذا [ في شهر كذا ]{[8472]} لا على إحاطة كلّية أجزاء الشهر به .

فمثله معنى ستة أيام ، ومعنى التوقيت ليس إلى حاجة إلى ذلك ، إذ الوقت داخل في ما خلق . لكن على وجوه ، وإن كان الله ، سبحانه ، قادرا على إنشاء ما ذكر بدفعة :

أحدها{[8473]} : ما ذكرت من معنى الأيام لمدار مدد الخلق ، وأطول ما عليه يغني الأعمال .

والثاني : على بيان منتهى العالم .

والثالث : على إدخال كل ذلك مع علوّ درجات كثير منها وجلالة أقدارها في الأعين حتى لا أحد ينظر إليها إلاّ بالتعظيم ، وحتى بكثير منها قام تدبير العالم ، وحتى عبد دون الله تعظيما ، وإن كان في ذلك دلالة خروجه عن الاستحقاق ، فصيّرها الله داخلة تحت الأزمنة والمدد المقهورة بها حتى لو أريد بكل جهد وحيل إخراج شيء من ذلك أو تخليص الجبابرة من ذلك لما تهيّأ لهم لتعلم ذلّة الخلقة وأمارات الحدث وعلامة الحاجة .

ثم كانت الأوقات مترادفة{[8474]} متتابعة ؛ لو أسقطت عنها الأولية لبطل الكل ، ولما جاوز الحساب بالواحد ولما انتهى إلى ما هو أبعد لما مضى لتعلم به أولية كل شيء من العالم وحدثه مع ما جعلت الأيام على أمر واحد بها بجميع المحتاجين ممّن ذكرت ، فثبت لذلك بأسماء معروفة ، أمكن قصد كل منها على الإشارة إليه باسمه المعروف لتحفظ فيه المواعيد ، ويعلم به ما يجب من الحقوق ، ويبطل ، والله أعلم .

ثم الأصل إذ جعلت هذه الدار دار المحنة . والمحنة إنما تكون بمختلف الأحوال جعلت لأحوال{[8475]} مختلفة نحو موت وحياة وصحة وسقم وغنى وفقر ، وفي جميع الخلق على حالة منها الجعل بأضدادها . وفي ذلك الجهل باللذّات والآلام ، فيجب بذلك اختلاف الأحوال ، وعلى ذلك جرى أمر الخلائق ، [ وعلى ذلك ]{[8476]} أمر الأرزاق وغير ذلك .

فعلى ذلك أمر خلق ما ذكر في أيام مختلفة ، ثم يجمع في البعث بمرة وفي حال من حال اللذّات والتعب بمرة مع ما كان اختلاف الأحوال أقرب إلى الدلالة وأوضح للحجة . فلذلك جعل في هذه الدار إلزام الحجة وإظهار المحنة والكلفة ، والله الموفق .

والأصل أن العقول أنشئت متناهية نقص عن الإحاطة بكلّية الأشياء ، والأفهام متناقصة عن بلوغ غاية الأمور ، إذ هنّ من أجزاء العالم الذي هو بكليته متناه ، وأسباب الإدراك التي يدرك بها بأداء المشاعر التي تعجز عن كنه لما يقع عليها من الظواهر فضلا عما استتر منها . وإذا كان وصف ما يدرك به مبلغ الحكمة ، فهي قاصرة عن الإحاطة بالحكمة الموضوعة من البشر . فمن رام الإحاطة بها أو بلوغ حكمة الربوبية من غير إشارة منه ، فهو يظلم العقل ، يحمل عليه ما يعلم عجزه عنه .

ومعلوم أن المذكور من الأيام في خلق ما ذكر حكمة بالغة ، وإن قصّرت العقول عن الإحاطة ، إذ الذي قدّرها ، هو الذي حمد الحكمة ، وأوجب لأهل العقل ذمّ السفه وأهله ، فأوجب ذلك تحقيق الحكمة لذلك ، وإن لم يبلغها إلا مقدار ما يكرم به ، والله الموفق .

وقوله تعالى : [ { والنجوم مسخّرات بأمره } ]{[8477]} وسخّر ما ذكر ، فكذلك سخّرهن بالسير في ما يرجع إلى منافع الخلق ، وجعل فيهن آية لولا العيان لم يكن يصدّق به أحد ممن يجحد البعث والرسل ونحوهم ؛ إذ الخبر عن سير جوهر واحد في اليوم الواحد مسيرة أكثر من ألف سنة ، وتولد جواهر بمعونة من يبعد عنه مقدار خمسمائة عام ، وصحة{[8478]} كل شيء ؛ وصلاحه{[8479]} به أبعد عن احتمال القبول عن إعادة عند الفناء ، أو إرسال الرسل بإعلام ما خفي من المصالح والأمور إذ ذلك أمر كتعالم في صنع الخلق مع ما في ذلك في ما به تقلب الزمان من الليل والنهار .

ولكن الله ، سبحانه ، أظهر لهم من قدرته وعظيم حكمته بما بسط لهم [ الأرض ]{[8480]} بغلظها وسعتها ، ورفع عليها السماء بغير عمد ترى ، فأقرّ كلاّ من ذلك لحاجة أهلها إلى قرارها ، وسيّر فيها بالتسخير ما ذكر لحاجة الأهل في تيسير ذلك ليعلم [ أنه لا يعجزه ]{[8481]} شيء ، ولا يخفى عليه أمر ، ولا يدخل في تدبيره عوج ولا في خلقه تفاوت ، وأن الذي أظهر إذا قوبل بالذي وعد يضاعف عليه بوجوه له مع ما كان الذي أظهر ، هو إبداع على غير احتذاء ، وإنشاء الإعادة لا ، والله الموفق .

ثم من عجيب قدرته ، سبحانه ، في قوله تعالى : { يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا } أن الله تعالى يظهر النور في ابتداء النهار من طرف السماء والظلمة في أول الليل ، ثم ينشر ذلك ، ويبسطه في جميع أطراف السماء والأرض وما بينهما من جميع الأقطار والجوانب في قدر لحظة بصر وطرفة العين مما لو أريد تقدير ذلك بالهندسة وبجميع ما في الخلق من المقادير لما أحيط بالذي انبسط [ من ]{[8482]} ذلك النور والظلام ليعلم أن الله على ما يشاء قدير ، وأنه لو أراد لخلق جميع ما ذكر في أدق مدة وألطف وقت ، وأنه القادر على البعث وجميع ما جاءت بالخبر عنه الرسل .

على أنه بالذي ذكرت يلبس وجوه كلية الأشياء الستر ، ويجلّيها بطرف عين بالتدبير والعلم الذي بما يوجب ذلك مما يعجز عن توهّم مثله جميع الحكماء فضل عن إدراكه ليعلم أنه عليم ، لا يجهل ، عزيز ، لا يعجزه شيء ، حكيم ، لا يتفاوت صنعه ، ولا يتناقض تدبيره ، ولا قوة إلا بالله .

وقريبا من ذلك ما جعل في جوهر الإنسان من البصر بأول أحوال الفتح قدر خمسمائة سنة ، والفكر{[8483]} الذي يبلغ به من غير أن يزول عن مكانه منتهى مرجع الخلق من الجنة والنار{[8484]} ، ويبصر به المعاد والمعاش ، والعقل الذي يعرف حقائق من غاب عنه ، وحضر ، مما له صورة وطينة أو أحدهما ، وما ليس له واحد من الأمرين على قصور الحواس عن إدراك صورة شيء ، لا طينة له ليعلم أن الذي قدر على تقدير مثله في جوهر واحد ، وعلم كيف يصنع ؟ ليعلم ذلك العلم ، قادر على كل شيء حكيم عليم /177-أ/ وهذا معنى ما قيل : إن الإنسان هو العالم الصغير ؛ بمعنى أنه يوجد فيه لكل أمر من الأمور العالم الكبير فيه مثالا ولا قوة إلا بالله .

وقوله تعالى : { بأمره } قال أبو بكر : يحتمل وجهين :

أحدهما : أنه أمره كما يقال : أتاه أمر الله ؛ أي الموت والعذاب ونحو ذلك على إرادة ذلك نزل{[8485]} به .

والثاني : أن يطلعن ، ويغربن بأمر بتوحيد الله والإيمان فيه بما فيهن من عجيب الحكمة ورفيع التقدير .

وقال الحسن : { بأمره } الذي به كون الأشياء من قوله : { كن } فالقول الأول هو قول من لا يرى خلق الخالق{[8486]} غير الخلق . والثاني قول من يرى { كن } عبارة عن التكوين الذي به الخلق أبد الآبدين من غير أن كان ثم في الحقيقة كاف ونون ، لكنه جاء ما يفهم به المراد من الكلام ، يراد في ذلك نفي الصعوبة عنه وتيسير الأمر عليه ، ويكون في الحقيقة غير الخلق ؛ إذ أخبر في الخلق أنه كان به ، وكل شيء يكون بشيء في المتعارف من القول يكون غيره ، وكذلك غيره .

وكذلك قوله تعالى : { ألا له الخلق والأمر } فيه وجهان :

أحدهما : الإخبار عن تكوين الخلق الذي هو له .

والثاني : [ الإخبار ]{[8487]} عن الأمر في خلقه بما شاء ؟ ولا يرد شيء من الوجه الذي أمر ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { يغشي الليل النهار } يذهب بضوء النهار ظلمة الليل ، وضوء النهار بظلمة الليل ، إذا جاء هذا ذهب سلطان الآخر { يطلبه حثيثا } وقيل : سريعا ، وهو أن الله عز وجل يظهر النور في ابتداء النهار في طرف من أطراف السماء والظلمة في أول الليل ، ثم ينشر ذلك في جميع أطراف السماء والأرض وما بينهما من جميع الأوقات والجوانب في قدر لحظة بصر وطرفة عين مما لو أريد تقدير ذلك بجميع ما في الخلق من المقادير ما{[8488]} قدروا عليه ليعلم أن الله على ما يشاء قدير ، وأنه لو أراد أن يخلق جميع ما ذكر أنه خلق في ستة أيام لقدر{[8489]} أن يخلق في طرفة عين ، لكنه خلق في ستة أيام لحكمة{[8490]} في ذلك .

وقوله تعالى : { يطلبه حثيثا } لا يكون مما ذكر طلب حقيقة ، لكن ذكر الطلب لأن ما كان من كل واحد منهما للآخر لو كان ممن يكون له الطلب كان طلبا وهربا من غلبة كل واحد منهما صاحبه ؛ وهو ما ذكرنا في قوله تعالى : { وغرّتهم الحياة الدنيا } [ الأنعام : 70 ] أنها أنشئت على هيئة وجهة ، لو كان ذلك ممن يكون منه التغرير كان غرورا .

وقوله تعالى : { مسخّرات بأمره } قال بعضهم : { بأمره } أي بتكوينه أي أنشاها ، وكوّنها مسخّرات لهم . وقال{[8491]} بعضهم : { بأمره } ينفعن البشر .

وقوله تعالى : { ألا له الخلق والأمر } قال بعضهم : الأمر ههنا هو التكوين ، وقيل : { ألا له الخلق } والتدبير في الخلق ، وقيل : له الأمر في الخلق .

وقوله تعالى : { تبارك الله رب العالمين } تعالى الله عما فهمت المشبّهة من{[8492]} قوله تعالى : { ثم استوى على العرش } .


[8424]:من م، في الأصل: رجع.
[8425]:من م، في الأصل: يشكر.
[8426]:ساقطة من الأصل وم.
[8427]:في الأصل وم: غيركم.
[8428]:من م، ساقطة من الأصل.
[8429]:من م، في الأصل: نا.
[8430]:في الأصل:متشبهة، في م، مشبه.
[8431]:من م، ساقطة من الأصل.
[8432]:في الأصل وم: إمهال.
[8433]:في الأصل وم: يفعل عنه فيلزم.
[8434]:في الأصل وم: عن.
[8435]:في الأصل وم: و.
[8436]:في الأصل وم: عليهما.
[8437]:في م: إذا.
[8438]:ساقطة من الأصل وم.
[8439]:في الأصل وم: ولكن كان.
[8440]:من م،في الأصل: معلوم.
[8441]:في الأصل وم: يوم.
[8442]:ساقطة من الأصل وم.
[8443]:في الأصل وم: إذا.
[8444]:في الأصل وم: ومما لهم يجعل.
[8445]:ساقطة من الأصل وم.
[8446]:ساقطة من الأصل وم.
[8447]:من م، في الأصل يبدأ.
[8448]:في الأصل وم: تبدل.
[8449]:في الأصل وم: نحو.
[8450]:من م، في الأصل: حقيقة.
[8451]:ساقطة من الأصل وم.
[8452]:في الأصل وم: ليجب.
[8453]:ساقطة من الأصل وم.
[8454]:ساقطة من الأصل وم.
[8455]:ساقطة من الأصل وم.
[8456]:في الأصل: و.
[8457]:في الأصل وم: و.
[8458]:في الأصل وم: يقدر.
[8459]:في الأصل وم: وقيل.
[8460]:من م، في الأصل: أحدهما.
[8461]:ساقطة من الأصل وم.
[8462]:من م، ساقطة من الأصل.
[8463]:من م، ساقطة من الأصل.
[8464]:ساقطة من الأصل وم.
[8465]:في الأصل وم: أن.
[8466]:ساقطة من الأصل وم.
[8467]:في الأصل وم: لو.
[8468]:في الأصل وم: مختلفين.
[8469]:في الأصل وم: أو نون.
[8470]:ساقطة من الأصل وم.
[8471]:في الأصل وم: من.
[8472]:ساقطة من م.
[8473]:في الأصل وم: وجهان.
[8474]:من م، في الأصل: مرادفة.
[8475]:في الأصل وم: الأحوال.
[8476]:من م، ساقطة من الأصل.
[8477]:ساقطة من الأصل وم.
[8478]:في الأصل وم: وتصح.
[8479]:من م، في الأصل: وتصلاحه.
[8480]:ساقطة من الأصل وم.
[8481]:في الأصل: أن لا يعجز، في م: أن لا يعجزه.
[8482]:ساقطة من الأصل وم.
[8483]:من م، في الأصل: الكفر.
[8484]:في الأصل: والنهار.
[8485]:في الأصل وم: ترك.
[8486]:في الأصل وم: الخلق.
[8487]:ساقطة من الأصل وم.
[8488]:من م، في الأصل: وما.
[8489]:في الأصل وم: قادر.
[8490]:من م، في الأصل: بحكمة.
[8491]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[8492]:في الأصل وم: ثم.