الآية 53 وقوله تعالى : { هل ينظرون إلا تأويله } أي ما ينظرون إلا وقوع ما وعد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من نزول بأس الله بهم ، أي لا يؤمنون إلا بعد وقوع البأس بهم . لكن لا ينفعهم إيمانهم في ذلك الوقت { يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل } .
والتأويل هو ما ينتهي إليه الأمر ، ويؤول ، وما يقع بهم من البأس الموعود لهم ، وإيمانهم بما ذكر من قولهم : { قد جاءت رسل ربنا بالحق } يعني بالحق الواقع بهم من بأس الله الذي كانت الرسل تعد لهم ؛ أي ما{[8418]} وعدوا من وقوع البأس بهم{[8419]} كان حقا .
ويحتمل قوله تعالى : { قد جاءت رسل ربنا بالحق } أي بالتوحيد أي إن الذي جاءت به الرسل من التوحيد كان حقا ، أو إن الذي أخبر الرسل من هذا اليوم كان حقا .
وقوله تعالى : { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا } كأنهم إذا حل بهم ، ووقع ما أوعد لهم الرسول من البأس تمنّوا عند ذلك الشفعاء الذين كانوا يعبدونهم في الدنيا كقولهم : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] أو طلبوا الشفعاء كما كانوا يطلبون في الدنيا شفعاء إذا بدا لهم أمر عظيم ، فيشفع بعضهم ببعض{[8420]} في هذه الدنيا . فعلى ما كان لهم في الدنيا تمنوا في الآخرة ذلك . فإذا أيسوا من ذلك ، وأيقنوا أن لا شفيع يشفع لهم فعند ذلك قالوا : { أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل } لا أنهم قالوا مجموعا كقوله تعالى : { يا ليتنا نردّ ولا نكذّب بآيات ربنا } إلى قوله تعالى : { لعادوا لما نهوا عنه } [ الأنعام : 27و28 ] .
وقال بعضهم : لو ردّوا إلى الدنيا : { لعادوا لما نهوا عنه } وقال آخرون : لو ردّوا إلى المحنة إلى الأمر والنهي لعادوا{[8421]} إلى العمل الذي كانوا يعملون .
ثم أخبر أنهم { قد خسروا أنفسهم } بعملهم الذي عملوا وبعبادتهم غير الله { وضل عنهم ما كانوا يفترون } أي بطل { عنهم ما كانوا يفترون } أن { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] ويقولون{[8422]} : { ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] وغير ذلك من الافتراء . ذلك كله قد بطل عنهم ، فبقوا حيارى ، وانقطع رجاؤهم وأملهم الذي طمعوا .
وقيل : {[8423]} { قد خسروا أنفسهم } من رحمة الله ، وقيل : مما وعدوا ، وأطاعوا ، وقيل : أهلكوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.