وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) قال بعضهم : هذه الآية صلة قوله : ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون )[ الأنفال : 5 ] يقول ، والله أعلم ( استجيبوا لله وللرسول ) إلى ما يدعوكم ، وإن كانت أنفسكم تكره الخروج لذلك لقلة عددكم وضعف أبدانكم وكثرة عدد العدو وقوتهم .
وقوله تعالى : ( إذا دعاكم لما يحييكم ) بالذكر والشرف والثناء الحسن في الدنيا والحياة في الآخرة اللذيذة الدائمة ، أي[ في الأصل وم : و ] إن متم ، وهلكتم في ما يدعوكم إليه ، يكن[ في الأصل وم : يكون ] لكم في الآخرة حياة الأبد .
ويحتمل أن تكون الآية في جملة المؤمنين ؛ أي ( استجيبوا لله ) في أموره ونواهيه ( وللرسول ) في ما يدعوكم إليه ؛ وإنما كان يدعو إلى دار الآخرة كقوله تعالى : ( والله يدعوا إلى دار السلام )[ يونس : 25 ] ودار الآخرة هي دار الحياة كقوله تعالى : ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون )[ العنكبوت : 64 ] كأنه قال ، والله أعلم : ( استجيبوا لله وللرسول ) فإنه إنما دعاكم إلى ما تَحْيَون فيها ليس كالكافر الذي ( لا يموت فيها ولا يحيى )[ طه : 74 والأعلى : 13 ] بتركه الإجابة .
وقوله تعالى : ( واعلموا أن الله يحول ين المرء وقلبه ) أمكن أن يخرج هذا على الأول ؛ أي اعلموا ( أن الله يحول بين المرء وقلبه ) يجعل القوي ضعيفا والعزيز ذليلا والضعيف قويا والذليل عزيزا والشجاع جبانا والخائف أمينا والآمن خائفا . فأجيبوا الرسول بالخروج للجهاد . وإن كنتم تخافون لضعفكم وقوتهم .
ويحتمل في جملة المؤمنين : أن من استجاب لله وللرسول إذا دعاه يجعل قلبه هو الغالب على نفسه والحائل بينه وبين ما تدعو إليه [ النفس ، وإذا ترك الإجابة يجعل نفسه هي الحائلة بينه وبين ما يدعو إليه ][ من م ، ساقطة من الأصل ] ، والداعية إلى ذلك ( وأنه إليه تحشرون ) وقيل : ( استجيبوا لله وللرسول ) بالطاعة في أمر القتال ( إذا دعاكم ) إلى الحرب ( لما يحييكم ) يعني بالحرب التي أعزكم الله يقول : أحياكم الله بعد الذل ، وقواكم بعد الضعف . وكان ذلك حياة .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) يخرج على وجهين : يحول بين قلب المؤمن [ وبين الكفر ][ من م ، ساقطة من الأصل ] ويحول بين الكافر وبين الإيمان .
وقوله تعالى : ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) يخرَّج على وجهين .
أحدهما : يستعجل التوبة قبل أن ينزل به الموت ، [ كأنه ][ ساقطة من الأصل وم ] يقول : أجيبوا الله والرسول قبل أن يحال بين المرء وبين التوبة بالموت .
والثاني : ( يحول بين المرء وقلبه ) بالأعمال التي يكتسبها ، ينشئ بالفعل[ في الأصل وم : الفعل ] الذي يفعله طبع قلبه وختمه ، وينشئ ظلمة تحول بينه وبين ما يقصده ، ويدعى إليه ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.