وقوله تعالى : ( إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ ) أمر بإتمام العهد للذين لم ينقضوا المسلمين ، ولا ظاهروا عليهم أحد . وأما الذين كانت عادتهم نقض العهد ونكته فإنه لا يتم لهم ، ولكن ينقض . وكذلك تأولوا قوله : ( براءة من الله ورسوله إلى الذين عهدتم من المشركين ) النقض .
ويحتمل أن يكون صلة قوله : ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم )[ التوبة : 3 ] ويكون العذاب الأليم ، هو القتل والأسر ؛ كأنه يقول ( وبشر الذين كفروا ) بالقتل والأسر ( إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ) النقض .
ويحتمل أن يكون صلة قوله : ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم )[ التوبة : 3 ] ويكون العذاب الأليم ، هو القتل والأسر ؛ كأنه يقول : ( وبشر الذين كفروا ) بالقتل والأسر ( إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا ) .
ثم يحتمل قوله : ( لم ينقصوكم شيئا ) أي لم يخونوكم شيئا ما داموا في العهد ( ولم يظاهروا عليكم أحدا ) أي لم يعاونوا ، ولا أطلعوا أحدا من المشركين عليكم ( فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم ) كقوله : ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء )[ الأنفال : 58 ] أمر بالنبذ إليهم عند خوف الخيانة ، وأمر بالإتمام إذا لم يخونوا ولم يظاهروا عليهم أحدا .
ودل قوله : ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم ) ( إلا الذين عاهدتم من المشركين ) على أن قوله ( فاعلموا أنكم غير معجزي الله ) أي غير معجزي أولياء الله في عذاب الدنيا لأنهم جميعا سواء في عذاب الآخرة مشتركين فيه .
وقوله تعالى : ( إلى مدتهم ) قال بعضهم : مدة القوم أربعة أشهر بعد يوم النحر لعشر مضين من ربيع الآخر لمن كان له عهد ، ومن لا عهد له إلى انسلاخ المحرم خمسون ليلة . د
وقال بعضهم : ( إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ( بالحديبية فلم يبرإ الله ورسوله في الأشهر الأربع ( ولم يظاهروا عليكم أحدا ) أي لم يعينوا على قتالكم أحدا من المشركين ، أي لم يفعلوا ذلك ( فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم ) وهو أربعة الأشهر ( إن الله يحب المتقين ) الذين اتقوا المعاصي والشرك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.