الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ثُمَّ لَمۡ يَنقُصُوكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَمۡ يُظَٰهِرُواْ عَلَيۡكُمۡ أَحَدٗا فَأَتِمُّوٓاْ إِلَيۡهِمۡ عَهۡدَهُمۡ إِلَىٰ مُدَّتِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ} (4)

ثم قال : { إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم } .

وهو استثناء من قوله : براءة من الله ورسوله إلى الناس إلا من الذين عاهدتم { مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً } من عهدكم الذي عاهدتموهم عليه { وَلَمْ يُظَاهِرُواْ } يعاونوا { عَلَيْكُمْ أَحَداً } من عدوكم بأنفسهم ولا بسلاح ولا بخيل ولا برجال ولا مال .

وقرأ عطاء بن يسار ثم لم ينقضوكم بالضاد المعجمة من نقض العهد ، وقرأ العامة بالصاد .

قوله { فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ } فأوفوا بعهدهم { إِلَى مُدَّتِهِمْ } أجلهم الذي عاهدتموهم عليه { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } وهم بنو ضمرة وكنانة وكان بقي لهم من مدتهم تسعة أشهر فأمر بإتمامها لهم