الاستثناء بقوله : { إِلاَّ الذين عاهدتم } : قال الزجاج : إنه يعود إلى قوله : { بَرَاءةٌ } والتقدير : براءة من الله ورسوله إلى المعاهدين من المشركين إلا الذين لم ينقضوا العهد منهم . وقال في الكشاف : إنه مستثنى من قوله : { فَسِيحُواْ } والتقدير : فقولوا لهم : فسيحوا ، إلا الذين عاهدتم ثم لم ينقصوكم ، فأتموا إليهم عهدهم . قال : والاستثناء بمعنى الاستدراك ، كأنه قيل بعد أن أمروا في الناكثين : ولكن الذين لم ينكثوا فأتموا إليهم عهدهم ، ولا تجروهم مجراه . وقد اعترض عليه بأنه قد تخلل الفاصل بين المستثنى والمستثنى منه ، وهو : { وَأَذَانٌ مّنَ الله } إلخ . وأجيب بأن ذلك لا يضرّ ، لأنه ليس بأجنبي . وقيل : إن الاستثناء من المشركين المذكورين قبله ، فيكون متصلاً وهو ضعيف . قوله : { ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً } أي : لم يقع منهم أيّ نقص . وإن كان يسيراً ، وقرأ عكرمة ، وعطاء بن يسار «ينقضوكم » بالضاد المعجمة ، أي لم ينقضوا عهدكم ، وفيه دليل على أنه كان من أهل العهد من خاس بعهده . ومنهم من ثبت عليه ، فأذن الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم بنقض عهد من نقض ، وبالوفاء لمن لم ينقض إلى مدّته { وَلَمْ يظاهروا عَلَيْكُمْ أَحَداً } المظاهرة : المعاونة : أي لم يعاونوا عليكم أحداً من أعدائكم { فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ } أي : أدّوا إليهم عهدهم تاماً غير ناقص { إلى مُدَّتِهِمْ } التي عاهدتموهم إليها ، وإن كانت أكثر من أربعة أشهر ، ولا تعاملوهم معاملة الماكثين على القتال بعد مضي المدّة المذكورة سابقاً ، وهي أربعة أشهر أو خمسون يوماً على الخلاف السابق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.