{ إلا الذين عاهدتم من المشركين } قال ابن عباس : هم قريش ، وقال قتادة : هم مشركوا قريش الذين عاهدهم نبي الله زمن الحديبية ، وقيل هم بنو ضمرة حي من كنانة ، وعن محمد بن عبادة هم بنو جذيمة بن عامر من بني بكر ابن كنانة .
قال أبو السعود { إلا الذين } الخ استدراك من النبذ السابق الذي أخر فيه القتال أربعة أشهر ، كأنه قيل لا تمهلوا الناكثين فوق أربعة أشهر ، لكن الذين عاهدتموهم ثم لم ينكثوا عهدهم فلا تجروهم مجرى الناكثين في المسارعة إلى قتالهم بل أتموا إليهم عهدهم ، ولا يضر في ذلك تخلل الفاصل بقوله تعالى : { وأذان من الله ورسوله } الخ لأنه ليس بأجنبي بالكلية ، بل هو أمر بإعلام تلك البراءة ، كأنه قيل وأعلموها .
وقيل هو استثناء متصل من المشركين الأول ، ويرده بقاء الثاني على العموم مع كونهما عبارة عن فريق واحد ، وجعله استثناء من الثاني يأباه بقاء الأول كذلك ، وقيل هو استدراك من المقدر في { فسيحوا } أي قولوا لهم سيحوا أربعة أشهر لكن الذين عاهدتم منهم .
{ ثم لم ينقصوكم شيئا } من شروط الميثاق ولم يقتلوا منكم أحدا ولم يضروكم قط أي لم يقع منهم أي نقص وإن كان يسيرا ، وقرأ عكرمة وعطاء ابن يسار بالضاد المعجمة أي لم ينقضوا عهدكم ، وفيه دليل على أنه كان من أهل العهد من خاس بعهده ومنهم من ثبت عليه ، فأذن الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بنقض عهد من نقض ، وبالوفاء لمن لم ينقض إلى مدته .
وقرأ الجمهور بالصاد المهملة ، قال الكرماني : قراءة المعجمية مناسبة لذكر العهد فإن من نقض العهد فقد نقص من المدة إلا أن قراءة العامة أوقع لمقابلتها التمام ، وكلمة ثم للدلالة على ثباتهم على عهدهم مع تمادي المدة .
{ ولم يظاهروا } المظاهرة المعاونة أي لم يعاونوا { عليكم أحدا } من أعدائكم كما عدت بنو بكر على خزاعة في غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فظاهرتهم قريش بالسلاح { فأتموا إليهم عهدهم } أي أدوا إليهم عهدهم تاما غير ناقص { إلى مدتهم } التي عاهدتموهم إليها وإن كانت أكثر من أربعة أشهر ، ولا تعاملوهم معاملة الناكثين من القتال بعد مضي المدة المذكورة سابقا وهي أربعة أشهر أو خمسون يوما على الخلاف السابق .
{ إن الله يحب المتقين } الذين يتقون الله فيما حرم عليهم فيوفون بالعهد ، قال السدي : فلم يعاهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد هؤلاء الآيات أحدا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.