تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ} (4)

الآيتان : 3و4 : وقوله تعالى : { اقرأ وربك الأكرم } { الذي علم بالقلم } ذكر الأكرم ليعلم أن اختياره واصطفاءه لرسالته ونبوته ( وتعليمه القرآن ){[23866]} ابتداء إحسان منه إليه وتفضل عليه ، لا لحق له عليه ، إذ ذكر في موضع المنة والفضل والكرم ، إذ الأكرم ، هو الوصف بغاية الكرم كالأعلم ، هو وصف بإحاطة العلم وكماله .

الآية4 : وقوله تعالى : { علم بالقلم } { علم الإنسان ما لم يعلم } جعل الله تعالى القلم سببا ، به يحفظ ، وبه يثبت ، وبه يوصل ما يخاف فوته ونسيانه من أمر دينهم ودنياهم ما لو لم يكن القلم ، لم يستقم أمر دينهم ولا دنياهم .

ثم قوله تعالى : { علم بالقلم } أي علم الخط والكتابة بالقلم ، وكذلك ذكر في حرف ابن مسعود وأبي وحفصة رضي الله عنها من{[2]} علم الخط بالقلم ، ثم أضاف التعليم بالقلم إلى نفسه .


[23866]:من م، في الأصل: وتعليم

[2]:- من ط ع: ويشير هذا القول إلى ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" انظر (سنن الترمذي) ج 5/199 رقم الحديث /2951/.