تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ} (3)

وقوله تعالى : { وهذا البلد الأمين } وهو مكة ، سماه أمينا لما يأمن من دخله ، أو يؤمن من دخله ، ويحفظه لأن الأمين عند الناس ، هو الذي يحفظ من ائتمن عليه وفيه ، وهو المأمون به .

ثم جائز أن يكون القسم بالبلد لأهل مكة ولأهل الشرك لما عظم شأنه وأمره عندهم وفي قلوبهم ، وأقسم بالجبال لعظيم قدرها ومنزلتها ومحلها في قلوب أهل الكتاب لما كانوا يؤمنون ببعض الوحي ، وأهل مكة لا يؤمنون بالرسل وبالوحي ولكن يعظمون ذلك البلد . وجائز أن يكون القسم بما ذكر كله لهم جميعا ، والله أعلم .