تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ} (10)

( الآيات 5 10 ) : ثم بين أن السعي ( الذي ){[23723]} يقع الجزاء له مختلف لما{[23724]} ذكر بقوله تعالى : { فأما من أعطى واتقى } { وصدق بالحسنى } { فسنيسره لليسرى } { وأما من بخل واستغنى } { وكذب بالحسنى } { فسنيسره للعسرى }{[23725]} وهو يخرج على وجوه :

( أحدهما ){[23726]} : يحتمل : { فأما من أعطى واتقى } { وصدق بالحسنى } أي أعطى ما ( أمر الله ){[23727]} به ، واتقى عصيانه وكفران نعمه ، أو اتقى المنع ، أو ( من ){[23728]} أعطى التوحيد لله تعالى من نفسه ، واتقى الشرك والكفران لنعمه ، وصدق بموعود الله تعالى { فسنيسره لليسرى } للأعمال والشرائع أو لشرح صدره للتوحيد والإسلام ، ونيسره عليه{ وأما من بخل } ولم يأت بالتوحيد { واستغنى } عن الله تعالى بما عنده ، وكذب بموعود الله تعالى { فسنيسره للعسرى } لما يعده من الأعمال ، والله أعلم .

والثاني : في حق القبول والعزم على وفاء ذلك بقوله : { فأما من أعطى واتقى } أي قبل الإعطاء ، وعزم على وفاء ذلك { واتقى } أي عزم ( على ){[23723]} اتقاء معاصي الله ومحارمه { وصدق بالحسنى } أي بموعوده { فسنيسره لليسرى } أي سنيسره لوفاء ما عزم { وأما من بخل } أي ( عزم ){[23724]} على البخل والمنع بذلك { واستغنى } بالذي له عنده ، وكذب بموعود الله تعالى { فسنيسره } لوفاء ما عزم من الخلاف لله تعالى والمعصية له .

وعلى ذلك يخرج ما روي عن رسول الله / 644 ب/ صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن ذلك ، فقال : ( كل ميسر لما خلق له ) ( مسلم 2649 ) أو قال : ( كل ميسر لما عمل ) ( البخاري 4949 ) .

والثالث : يخرج على حقيقة إعطاء ما وجب من الحق في المال وحقيقة المنع ، يقول { فأما من أعطى } ما وجب من حق الله تعالى في ما له { واتقى } نقمة الله ومقته وعذابه { وصدق بالحسنى } أي بموعود الله تعالى { فسنيسره لليسرى } في الخيرات والطاعات { وأما من بخل واستغنى } أي منع حق الله تعالى الذي في ماله{ وكذب بالحسنى } بالذي وعد على ذلك{ فسنيسره للعسرى } في الإفضاء إلى ما وعد .


[23723]:ساقطة من الأصل وم
[23724]:في الأصل وم: ما
[23725]:ساقطة من الأصل وم
[23726]:في الأصل وم: أمر
[23727]:ساقطة من الأصل وم
[23728]:من م، ساقطة من الأصل