تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ} (3)

الآيتان : 2 و 3 : وقوله تعالى : { ووضعنا عنك وزرك } { الذي أنقذ ظهرك } على ابتداء وضع الوزر والإثم على ما نذكر ، وإن كان المخاطب به غيره ، وهم أمته ، وإن كان الخطاب أضيف إليه فالأمر فيه سهل .

وإن كان الخطاب على الاشتراك فيحتاج إلى التأويل أيضا .

وقوله تعالى : { ووضعنا عنك وزرك } { الذي أنقض ظهرك } ( يحتمل وجهين :

أحدهما : ما ){[23810]} قال عامة أهل التأويل على تحقيق الوزر له والإثم كقوله : { ليغفر لك الله ما تقدم من ذلك وما تأخر } ( الفتح : 2 ) وقوله : { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } ( محمد : 19 ) يقولون : أثبت له الذنب والوزر ، فوضع ذلك عنه .

ولكن هذا وحش من القول . لكنا نقول : إن قوله : { ووضعنا عنك وزرك } { الذي أنقض ظهرك } الوزر ، هو الحمل والثقل ، كأنه يقول : قد خففنا من أمر النبوة والرسالة والأحمال التي حملنا{[23811]} عليك ، كأنه يقول : قد خففنا{[23812]} ذلك عليك ما لو لم يكن تخفيفنا إياه عليك لأنقض ظهرك ، أي أثقل .

والثاني : جائز أن يكون قوله : { ووضعنا عنك وزرك } ابتداء وضع الوزر أي عصمك ، وحفظك ما لو لم تكن عصمته إياك{[23813]} لكانت لك أوزارا وآثاما كقوله : { ووجدك ضالا فهدى } ( الضحى : 7 ) أي لو لم يهدك لوجدك ضالا ، لأنه كان بين قوم ضلال ، ولكن هداه ، فلم يجده ( ضالا ، فعلى ){[23814]} ذلك ما ذكر من وضع وزر ابتداء ، وهو كقوله : { ليخرجكم من الظلمات إلى النور } ( الأحزاب : 43 ) أي عصمهم عن أن يدخلوا فيها ، لا أن كانوا فيها ، ثم أخرجهم ، ولكن ( هو ){[23815]} ابتداء إخراج . فعلى ذلك ما ذكر من وضع وزره .

وقوله تعالى : { أنقض ظهرك } أي أثقل ظهرك .


[23810]:ساقطة من الأصل وم
[23811]:في الأصل وم: حمل
[23812]:في الأصل وم: خفف
[23813]:في الأصل وم: إياه
[23814]:من م، ساقطة من الأصل
[23815]:ساقطة من الأصل وم