النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (11)

قوله عز وجل : { وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : ولو يعجل الله للكافر العذاب على كفره كما عجل له خير الدنيا من المال والولد لعجل له قضاء أجله ليتعجل عذاب الآخرة ، قاله ابن إسحاق .

الثاني : معناه أن الرجل إذا غضب على نفسه أو ماله أو ولده فيدعو بالشر فيقول : لا بارك الله فيه وأهلكه الله ، فلو استجيب ذلك منه كما يستجاب منه الخير لقضي إليهم أجلهم أي لهلكوا .

فيكون تأويلاً على الوجه الأول خاصاً في الكافر ، وعلى الوجه الثاني عاماً في المسلم والكافر .

{ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا } قال قتادة : يعني مشركي أهل مكة .

{ فِي طُغْيَانِهِمْ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : في شركهم ، قاله ابن عباس .

الثاني : في ضلالهم ، قاله الربيع بن أنس .

الثالث : في ظلمهم ، قاله عليّ بن عيسى .

{ يَعْمَهُونَ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يترددون ، قاله ابن عباس وأبو مالك وأبو العالية .

الثاني : يتمادون ، قاله السدي .

الثالث : يلعبون ، قاله الأعمش .