النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَهۡطِيٓ أَعَزُّ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذۡتُمُوهُ وَرَآءَكُمۡ ظِهۡرِيًّاۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (92)

قوله عز وجل : { قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله } أي تراعون رهطي فيّ ولا تراعون الله فيّ .

{ واتخذتموه وراءَكم ظهرياً } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : أطرحتم أمره وراء ظهوركم لا تلتفتون إليه ولا تعملون به ، قاله السدي ، ومنه قول الشاعر{[1394]} :

. . . . . . . . . *** وجَدْنا بني البرصاءِ من وَلَدِ الظّهْرِ

أي ممن لا يلتفت إليهم ولا يعتد بهم .

الثاني : يعني أنكم حملتم أوزار مخالفته على ظهوركم ، قاله السدي ، من قولهم حملت فلاناً على ظهري إذا أظهرت عناده .

الثالث : يعني أنكم جعلتم الله ظهرياً إن احتجتم استعنتم به ، وإن اكتفيتم تركتموه . كالذي يتخذه الجمَّال من جماله ظهرياً إن احتاج إليها حمل عليها وإن استغنى عنها تركها ، قاله عبد الرحمن بن زيد .

الرابع : إن الله تعالى جعلهم وراء ظهورهم ظهرياً ، قاله مجاهد .

{ إنّ ربي بما تعملون محيط } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : حفيظ .

الثاني : خبير .

الثالث : مُجَازٍ .


[1394]:هو أرطاة بن سهية، وهذا عجز البيت، وصدره: فمن مبلغ أبناء مرة أننا . . . انظر اللسان مادة ظهر.