النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٖ وَتَغۡشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ} (50)

قوله عز وجل : { سرابيلهم مِن قطرانٍ } السرابيل : القمص ، واحدها سربال ، ومنه قول الأعشى :

عهدي بها في الحي قد سربلت *** صفراء مثل المهرة الضامر

وفي القطران ها هنا قولان :

أحدهما : أنه القطران الذي تهنأ به الجمال ، قاله الحسن ، وإنما جعلت سرابيلهم من قطران لإسراع النار إليها .

الثاني : أنه النحاس الحامي ، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير .

وقرأ عكرمة وسعيد بن جبير : { من قطران } بكسر القاف وتنوين الراء وهمز{[1658]} آن لأن القطر النحاس ، ومنه قوله تعالى : { آتوني أفرغ عليه قطراً } [ الكهف :96 ] والآني : الحامي ، ومنه قوله تعالى :{ وبين حَمِيمٍ آن } [ الرحمن :44 ] .


[1658]:هذا السطر المتضمن بيان القراءة كان متأخرا في الأصل، فقدمناه ليكون الشرح مبنيا عليه ويغير وبغير ذلك لا يستقيم المعنى. وفي الأصل "القطران: وهو تحريف بين.