النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ} (48)

قوله عز وجل : { يوم تبدل الأرض غير الأرض } فيه قولان :

أحدهما : أنها تبدل بأرض غيرها بيضاء كالفضة ، لم تعمل عليها خطيئة ، قاله ابن مسعود . وقال ابن عباس : تبدل الأرض من فضة بيضاء .

الثاني : أنها هي هذه الأرض ، وإنما تبدل صورتها ويطهر دنسها ، قاله الحسن .

{ السماواتُ } فيها ستة أقاويل :

أحدها : أن السماوات تبدل بغيرها كالأرض فتجعل السماء من ذهب ، والأرض من فضة ، قاله علي بن أبي طالب .

الثاني : أن السماوات تبدل بغيرها كالأرض ، فتصير السماوات جناناً والبحار نيراناً وتبدل الأرض بغيرها ، قاله كعب الأحبار .

الثالث : أن تبديل السماوات تكوير شمسها وتكاثر نجومها ، قاله ابن عيسى .

الرابع : أن تبديلها أن تطوى كطي السجل للكتب ، قاله القاسم بن يحيى .

الخامس : أن تبديلها أن تنشق فلا تظل ، قاله ابن شجرة .

السادس : أن تبديلها اختلاف أحوالها ، تكون في حال كالمهل ، وفي حال كالوردة ، وفي حال كالدهان ، حكاه ابن الأنباري .

{ وبرزوا لله الواحد القهار } أي صاروا إلى حكم الله تعالى وأمره فروى الحسن قال : قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله يوم تبدَّل الأرض غير الأرض أين الناس يومئذٍ ؟ قال " إن هذا الشيء ما سألني عنه أحد ثم قال على الصراط يا عائشة{[1656]} " .


[1656]:أخرجه الترمذي عن عائشة، وقال: هذا حديث حسن صحيح.