التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡيَٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ} (26)

قوله تعالى { قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون }

قال ابن كثير : هذا من باب المثل لإبطال ما صنعه هؤلاء الذين كفروا بالله وأشركوا في عبادته غيره ، كما قال نوح عليه السلام { ومكروا مكرا كبارا } أي احتالوا في إضلال الناس بكل حيلة وأمالوهم إلى شركهم بكل وسيلة ، كما يقول لهم أتباعهم يوم القيامة { بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا } الآية . . . وقوله { فأتى الله بنيانهم من القواعد } أي اجتثه من أصله وأبطل عملهم ، كقوله تعالى { كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله : { قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد } إي والله ، لأتاها أمر الله من أصلها { فخر عليهم السقف من فوقهم } والسقف : أعالي البيوت ، فائتفكت بهم بيوتهم فأهلكهم الله ودمرهم { وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون } .