النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ تِسۡعَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۖ فَسۡـَٔلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ إِذۡ جَآءَهُمۡ فَقَالَ لَهُۥ فِرۡعَوۡنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰمُوسَىٰ مَسۡحُورٗا} (101)

قوله تعالى { ولقد آتينا موسى تسْع آيات بيناتٍ } فيها أربعة أقاويل :أحدها : أنها يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقُمّل والضفادع والدم آيات مفصلات ، قاله ابن عباس . الثاني : أنها نحو من ذلك إلا آيتين منهن إحداهما الطمس ، والأخرى الحجر ، قاله محمد بن كعب القرظي . الثالث : أنها نحو من ذلك ، وزيادة السنين ونقص من الثمرات ، وهو قول الحسن . الرابع : ما روى صفوان بن عسال عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قوماً من اليهود سألوه عنها فقال : " لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا تسحروا ، ولا تأكلوا الربا ، ولا تمشوا ببريء إلى السلطان ليقتله ، ولا تقذفوا محصنة ، ولا تفرُّوا من الزحف ، وأنتم يا يهود خاصة لا تعدُوا في السبت " فقبلوا يده ورجله{[1816]} . { فاسأل بني إسرائيل . . } وفي أمره بسؤالهم وإن كان خبر الله أصدق من خبرهم ثلاثة أوجه :أحدها : ليكون ألزم لهم وأبلغ في الحجة عليهم . الثاني : فانظر ما في القرآن من أخبار بني إسرائيل فه سؤالهم ، قاله الحسن . الثالث : إنه خطاب لموسى عليه أن يسأل فرعون في إطلاق بني إسرائيل قاله ابن عباس . وفي قوله : { إني لأظنك يا موسى مسحوراً } أربعة أوجه :أحدها : قد سُحرت لما تحمل نفسك عليه من هذا القول والفعل المستعظمين . الثاني : يعني ساحراً لغرائب أفعالك . الثالث : مخدوعاً . الرابع : مغلوباً : قاله مقاتل .


[1816]:رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي حسن صحيح.