قوله : { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا موسى تِسْعَ ءايات بَيّنَاتٍ } ، أي علامات واضحات ، مضيئات بالحجة عليهم وهاديات ، إذ جاءهم موسى بالبينات . وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن ابن عباس في قوله : { تِسْعَ ءايات بَيّنَاتٍ } ، وهي في سورة الأعراف { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ ءالَ فِرْعَوْنَ بالسنين وَنَقْصٍ مِّن الثمرات لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } [ الأعراف : 130 ] قال : السنين لأهل البوادي ، ونقص الثمرات لأهل القرى ، فهاتان آيتان . والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، وهذه خمسة ؛ ويد موسى إذ أخرجها بيضاء من غير سوء ، وعصاه إذ ألقاها فإذا هي ثعبان مبين .
قال الفقيه : حدّثنا الخليل بن أحمد قال : حدّثنا أبو موسى محمد بن إسحاق وخزيمة قالا : حدّثنا علي بن حزم بن حشرم قال : حدّثنا عيسى بن يونس ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن صفوان بن عسال قال : قال يهودي لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا النبي ، فنسأله عن هذه الآيات : { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا موسى تِسْعَ ءايات } . فقال : لا تقل نبي ، فإنه لو سمعها صارت له أربعة أعين . فأتوه فسألوه ، فقال : « ألاّ تُشْرِكُوا بالله شَيْئاً ، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إلاَّ بِالحَقِّ ، وَلا تَسْرِقُوا ، ولاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا ، وَلا تَسْحَرُوا ، وَلا تَقْذِفُوا مُحْصَناً أو قال : ولا تَفِرُّوا يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَلا تَمْشُوا بَبرِيءٍ إلى سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً يا مَعْشَرَ اليَهُودِ ألا تَعْتَدوا فِي السَّبْتِ » . فقبَّلا يديه ورجليه وقالوا نشهد إنك نبي الله ورسوله . فقال : « وَمَا يَمْنَعُكُمَا أنْ تُسْلِمَا ؟ » فقالا : إن داود دعا ربه ألاَّ يزال في ذريته نبي ، فنخاف أن يقتلنا اليهود .
ثم قال تعالى : { فاسأل بَنِى إسراءيل } ، يعني : سل مؤمني أهل الكتاب عن هذه الآيات . { إِذْ جَاءهُمُ } ، يعني : حين جاءهم موسى ، { فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنّى لاظُنُّكَ ياموسى *** موسى *** مَّسْحُورًا } ؛ أي مغلوب العقل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.