جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ تِسۡعَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۖ فَسۡـَٔلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ إِذۡ جَآءَهُمۡ فَقَالَ لَهُۥ فِرۡعَوۡنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰمُوسَىٰ مَسۡحُورٗا} (101)

{ وَلَقَدْ{[2913]} آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } اليد العصا والسنين ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، وعن بعضهم بدل السنين ونقص الثمرات فلق البحر وحل العقدة التي بلسانه ، وأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وقال " صحيح حسن " والنسائي وابن ماجه وابن جرير في تفسيره أن يهوديين سألا النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية " ولقد آتينا موسى تسع آيات " فقال لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف وعليكم خاصة اليهود أن لا تعتدوا في السبت فقبلا يده ورجليه " {[2914]} فقال بعض المحدثين : لعل ذينك اليهوديين إنما سأل عن العشر الكلمات فاشتبه على الراوي بالتسع الآيات ، فإن هذه الوصايا ليس فيها حجج على فرعون وأي مناسبة بين هذا وبين إقامة البراهين عليه ويدل عليه الآية التي بعده ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر " الآية ، { فَاسْأَلْ } : يا محمد ، { بَنِي إِسْرَائِيلَ } عن الآيات ليطمئن قلبك ويظهر للمشركين صدقك ، { إِذْ جَاءهُمْ } ظرف لآتينا أو تقديره سل عن بني إسرائيل زمان موسى عليه السلام حتى يخبروك عما وقع فيه ، { فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا } فتتخبط عقلك .


[2913]:ولما حكى عن قريش تعنتهم باقتراح آيات ست على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما جرى على موسى وقومه مع فرعون فقال: "ولقد آتينا موسى" الآية / 12 وجيز.
[2914]:أخرجه أحمد في "مسنده" (4/240) والترمذي (3353 ـ تحفة) وابن ماجه (3705)مختصرا والحاكم في "المستدرك" (1/9) والنسائي (7/111). من طريق: شعبة، عن عمرو بن مرة، عبد الله بن سلمة، عن صفة بن عسال... فذكره. قال الترمذي: "حسن صحيح" وقال الحاكم "حديث صحيح لا نعرف له علة بوجه من الوجوه ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.