النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُل لَّوۡ أَنتُمۡ تَمۡلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحۡمَةِ رَبِّيٓ إِذٗا لَّأَمۡسَكۡتُمۡ خَشۡيَةَ ٱلۡإِنفَاقِۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ قَتُورٗا} (100)

قوله عز وجل : { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } فيه وجهان :أحدهما : خزائن الأرض الأرزاق ، قاله الكلبي . الثاني : خزائن النعم ، وهذا أعم .

{ إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق } فيه وجهان :أحدهما : لأمسكتم خشية الفقر ، والإنفاق الفقر ، قاله قتادة وابن جريج . الثاني : يعني أنه لو ملك أحد المخلوقين خزائن الله تعالى لما جاد بها كجود الله تعالى لأمرين : أحدهما : أنه لا بدّ أن يمسك منها لنفقته وما يعود بمنفعته . الثاني : أنه يخاف الفقر ويخشى العدم ، والله عز وجل يتعالى في جوده عن هاتين الحالتين . { وكان الإنسان قتوراً } فيه تأويلان :أحدهما : مقتراً ، قاله قطرب والأخفش . الثاني : بخيلاً ، قاله ابن عباس وقتادة . واختلف في هذا الآية على قولين : أحدهما : أنها نزلت في المشركين خاصة ، قاله الحسن . الثاني : أنها عامة ، وهو قول الجمهور .