النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ ءَامِنُواْ بِهِۦٓ أَوۡ لَا تُؤۡمِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهِۦٓ إِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ يَخِرُّونَۤ لِلۡأَذۡقَانِۤ سُجَّدٗاۤ} (107)

قوله عز وجل : { قل آمنوا بِه أو لا تؤمنوا } يعني القرآن ، وهذا من الله تعالى على وجه التبكيت لهم والتهديد ، لا على وجه التخيير .

{ إن الذين أوتوا العلم من قَبله } فيهم وجهان :أحدهما : أنهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله الحسن . الثاني : أنهم أناس من اليهود ، قاله مجاهد . { إذا يتلى عليهم يخرُّون للأذقان سُجّداً } فيه قولان :أحدهما : كتابهم إيماناً بما فيه من تصديق محمد صلى الله عليه وسلم . الثاني : القرآن كان أناس من أهل الكتاب إذا سمعوا ما أنزل منه قالوا : سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، وهذا قول مجاهد . وفي قوله : { يخرُّون للأذقان } ثلاثة أقاويل :أحدها : أن الأذقان مجتمع اللحيين . الثاني : أنها ها هنا الوجوه ، قاله ابن عباس وقتادة . الثالث : أنها اللحى ، قاله الحسن .