النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ} (1)

مقدمة السورة:

مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر . وقال ابن عباس وقتادة : إلا آية منها وهي قوله تعالى : " واصبر نفسك " .

قوله عز وجل : { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب } يعني على محمد القرآن ، فتمدح بإنزاله لأنه أنعم عليه خصوصاً ، وعلى الخلق عموماً . { ولم يجعل له عوجاً } في { عوجاً } ثلاثة تأويلات :

أحدها : يعني مختلفاً ، قاله مقاتل ، ومنه قول الشاعر :

أدوم بودي للصديق تكرُّماً *** ولا خير فيمن كان في الود أعوجا

الثاني : يعني مخلوقاً ، قاله ابن عباس .

الثالث : أنه العدول عن الحق إلى الباطل ، وعن الاستقامة إلى الفساد ، وهو قول علي بن عيسى .

والفرق بين العوج بالكسر والعوج بالفتح أن العوج بكسر العين ما كان في الدين وفي الطريق وفيما ليس بقائم منتصب ، والعوج بفتح العين ما كان في القناة والخشبة وفيما كان قائماً منتصباً .