الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قُلۡ ءَامِنُواْ بِهِۦٓ أَوۡ لَا تُؤۡمِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهِۦٓ إِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ يَخِرُّونَۤ لِلۡأَذۡقَانِۤ سُجَّدٗاۤ} (107)

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { إن الذين أوتوا العلم من قبله } هم ناس من أهل الكتاب حين سمعوا ما أنزل الله على محمد .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : { من قبله } من قبل النبي صلى الله عليه وسلم { إذا يتلى } ما أنزل عليهم من عند الله .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد { إذا يتلى عليهم } قال : كتابهم .

وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عبد الأعلى التيمي قال : إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ، أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه ؛ لأن الله نعت أهل العلم فقال : { ويخرون للأذقان يبكون } .

وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجراح ، عن أبي حازم : «أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه جبريل وعنده رجل يبكي ، فقال : من هذا ؟ قال : فلان . قال جبريل : إنا نزن أعمال بني آدم كلها إلا البكاء ، فإن الله يطفئ بالدمعة نهوراً من نيران جهنم » .

وأخرج الحكيم الترمذي ، عن النضر بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو أن عبداً بكى في أمة من الأمم ، لأنجى الله تلك الأمة من النار ببكاء ذلك العبد ؛ وما من عمل إلا له وزن وثواب إلا الدمعة ، فإنها تطفئ بحوراً من النار . وما اغرورقت عين بمائها من خشية الله ، إلا حرم الله جسدها على النار ، وإن فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة » .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الجعد أبي عثمان قال : بلغنا أن داود عليه السلام قال : «إلهي . . . ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك ؟ . . . قال : جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع الأكبر » .