النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ} (2)

قوله تعالى : { الَّذِيِنَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } فيه خمسة أوجه :

أحدها : خائفون ، وهو قول الحسن وقتادة .

والثاني : خاضعون ، وهو قول ابن عيسى .

والثالث : تائبون ، وهو قول إبراهيم .

والرابع : أنه غض البصر وخفض الجناح ، قاله مجاهد .

الخامس : هو أن ينظر إلى موضع سجوده من الأرض ولا يجوز بصره مُصَلاَّهُ ، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع بصره إلى السماء فنزلت : { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } فصار لا يجوِّز بصره مُصَلاَّهُ .

فصار في محل الخشوع على هذه الأوجه قولان :

أحدهما : في القلب خاصة ، وهو قول الحسن وقتادة .

والثاني : في القلب والبصر ، وهو مرتضى قول وجاهد وإبراهيم .