{ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } وما عطف عليه ، والخشوع منهم من جعله من أفعال القلوب ، كالخوف والرهبة ، ومنهم من جعله من أفعال الجوارح كالسكون وترك الالتفات والعبث ، وهو في اللغة السكون والتواضع والخوف والتذلل . وقد اختلف الناس في الخشوع هل هو من فرائض الصلاة أو من فضائلها ؟ على قولين . قيل الصحيح الأول وقيل الثاني ، وادعى عبد الواحد بن يزيد إجماع العلماء على أنه ليس للعبد إلا ما عقل من صلاته .
حكاه النيسابوري في تفسيره قال : ومما يدل على صحة القول قوله تعالى : { أفلا يتدبرون القرآن } والتدبر لا يتصور بدون الوقوف على المعنى ، وكذا قال : { أقم الصلاة لذكري } والغفلة تضاد الذكر ، ولهذا قال : { ولا تكن من الغافلين } وقوله : { حتى تعلموا ما تقولون } نهي للسكران والمستغرق في هموم الدنيا بمنزلته .
أخرج البيهقي عن محمد بن سيرين قال : " نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } وزاد عبد الرزاق عنه فأمره بالخشوع فرمى ببصره نحو مسجده .
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت هذه الآية فطأطأ رأسه .
وعن علي قال : الخشوع في القلب وأن تلين كنفك للمرء المسلم وأن لا تلتفت في صلاتك . وقال ابن عباس : خاشعون ، خائفون ساكنون ، وقيل خاضعون بالقلب ساكنون بالجوارح فلا يلتفون يمينا ولا شمالا ، وهذا من فروض الصلاة عند الغزالي . وذهب بعضهم إلى أنه ليس بواجب لأن اشتراط الخضوع والخشوع مخالف لإجماع الفقهاء فلا يلتفت إليه ، وقد ورد في مشروعية الخشوع في الصلاة والنهي عن الالتفات وعن رفع البصر إلى السماء أحاديث معروفة في كتب الحديث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.