بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ} (2)

ثم نعتهم ووصف أعمالهم ، فقال : { الذين هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خاشعون } ، يعني : متواضعين ؛ وقال الزهري : سكون المرء في صلاته ، لا يلتفت يميناً ولا شمالاً ؛ وقال الحسن البصري : أي خائفون ؛ وروي عنه أنه قال : { خاشعون } الذين لا يرفعون أيديهم في الصلاة إلا في التكبيرة الأولى ؛ وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : الخشوع في الصلاة ، أن لا تلتفت في صلاتك يميناً ولا شمالاً وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان إذا قام في الصلاة ، رفع بصره إلى السماء ، فلما نزلت هذه الآية ، رمى بصره نحو مسجده ؛ وروي عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة ، فقال : « لَوْ خَشَعَ قَلْبُهُ لَخَشَعَتْ جَوَارِحُهُ » .